وفوق كل ذي علم عليم - أحمد علي سليمان

يا جاهلُ أدركتُ اللعبة
وسَبرتُ أراجيفَ النكبة

وعلمتُ بأنكَ مِجهالٌ
منطقك الراتبُ والرتبة

لا ترعى وداً أو قُربى
وخذولٌ لا ترعى الصحبة

لم تفقهْ لنقول: فقيهٌ
بل حُمقٌ يسكن في جُبة

حاربت الكل ، فما انتصروا
للعلم ، وما خطبوا خُطبة

بل قالوا: أنت مُعلمهم
وكفاهم ما قالوا خيبة

رضخوا للجهل ، فما ارتفعوا
حتى راجتْ تلك الكِذبة

ونزلتُ على الحمقى ضيفاً
فكشفتُ المهزلة العطبة

وحملتُ حساماً منفعلاً
واحتطتُ فأشهرتُ الحربة

ونزلتُ الهيجا مبتهلاً
ولفظتُ الرجفة والرهبة

وطرحتُ بجدٍ أسئلتي
وحلمتُ ، فضاعفت الضربة

فإذا بالأحمق يُعلنها
ما قصدك من هذي السبة؟

فأجبتُ: لكيلا تحقرنا
ولتعلم أنا في حلبة

فلتعرفْ قدرك يا هذا
واحترم الحاجة والغربة

ولتكبح نفسك عن سفهٍ
أعتى من ضرب المرزبة

ولتُمسكْ قلبك مِن كيدٍ
يجعله بالفسقة أشبه

ولتُلزمْ نفسك برشادٍ
فالرشد لمولانا قُربة

وابذلْ معروفك محتسباً
نعم المعروفُ لنا حِسبة

لا تحقرْ جهداً جاد به
عبدٌ في الخير له رغبة

لا تسخرْ من أحدٍ أبداً
كلك أخطاءٌ محتجبة

لا ترم الناسَ بلا حق
فالرمي بلا حق كُربة

وادرسْ موعظتي محتملاً
ما تلقى من أثر الغضبة

لله غضبتُ ، وذا يكفي
في حرب كانت لي دُربة

لم أبدأها من حيث أتتْ
والأثرُ سيستغرق حقبة

البادئ أنت ، وأظلمنا
وأنا قد أسكنتُ الهَبة

أنا ما أعددتُ مناقشي
ما حُزت الأسئلة الصعبة

لم أنو مواجهة جهولٍ
إذ ليست تربطنا نسبة

إنْ كنتُ أسفه منطقه
لكني أحترم الشيبة

فوداعاً يا أحمق خصم
قد فقتَ بلا شكٍ عُتبة

© 2024 - موقع الشعر