وداعاً أبا بكر - أحمد علي سليمان

مات الخليفة ، والدنيا تعزينا
والدمع أدمي جراحاً في مآقينا

والشرك أنشب أظفاراً بدولتنا
والفسق أحدث في الدنيا أفانينا

والظلم أشهر سيف الجور مشتهياً
وأد الحنيفة والأسْد العرانينا

والعذل مد ذراع الهزل في دمها
والحقد أظهر أوغاداً شياطينا

الله أكبر للإسلام سادته
أبشرْ بسُحْق أيا كفراً يؤَذّينا

باض النفاق ، وشرع الله ماحقه
والجور أزبد ، والمولى منجينا

يا ثانيَ اثنين ، أنت اليوم فارسنا
نبكيك دمعاً ، وأنت اليوم تبكينا

ما مت بل دُفنتْ في التيه أمتنا
والحزنُ صعب ، ودمع الكرب يدمينا

إني رأيت الدنا خارت سرائرُها
من فرط موتك يا أغلى أمانينا

مات الرسول ، فقلنا: أنت سلوتنا
واليوم مت فمن فيكم يواسينا؟

والعينُ دامعة ، والقلبُ في كمدٍ
والنفسُ باكية بلوى أعادينا

صديق اُمتنا في قبره أبداً
فالله يأجرنا ، والله يُرضينا

إنا لمَا قد جرى نيلت شهامتنا
نبكيك شعراً ، وقد ذابت قوافينا

للهم فارض عن الصديق قائدنا
وارحم إله الورى قوماً مساكينا

© 2024 - موقع الشعر