وإن تصبك مصيبة يفرحوا بها! (الفاتح) - أحمد علي سليمان

املأوا الدنيا بألوان الرنينْ
حِقدُكم - مهما توارى - مستبينْ

نحن لن نعدم فيكم نظرة
نبصرُ الحق بها عينَ اليقين

وتُرينا ما تفرّدتم به
من لظى الأضغان والغِل الدفين

أفصحَ القرآنُ عن أوصافكم
وتلاها المُجتبى الهادي الأمين

هذه الأوصافُ لا تُزري بكم
ليس - بعد الكفر - من ذنب مُهين

كم لديكم مِن نعوتٍ تزدرى
أصّلتْ فيكم على مرّ السنين

فاستحلتم كالمطايا في الورى
واستسغتم يا خزايا كل هُون

وغدا الإفلاسُ مِنهاجا لكم
واتبعتم ما افتراه الأولون

إن نصِبْ خيراً بدتْ أحزانكم
وابتأستم واكتأبتم أجمعين

وإذا يوما أصِبنا بالأذى
واعترى مَن أسلموا رَيبُ المَنون

فإذا الأفراحُ تغزو داركم
والأغاريدُ انتشتْ منها العيون

همّة الفاتح أدمتْ عزمكم
وابتلتكم بالدواهي والفتون

والفتوحات التي كم كَبدتْ
قومكم ذلاً بكتْ منها الحصون

فارسٌ قاد الغطاريف الألى
أحرزوا النصر ، وعادوا آمنين

لم يكن - في حربه - يخشى الردى
بل له - في البأس - إقدامٌ رَصِين

وانتقى - للحرب - أقوى جحفل
للرزايا جندُه لا تستكين

هؤلاء الجندُ ليسوا جَوقة
تضربُ الدفّ على هز البطون

إنما قومٌ كِرامٌ آمنوا
ثم خافوا الله رب العالمين

جاهدوا - في الله - أعداء الهُدى
إذ جهادُ المعتدي رُكنٌ رَكين

لم يبالوا بالذي عند العِدا
مِن سلاح ، أو رجال ، أو سجون

فاستحقوا النصر والذكرى معاً
في سماء العز والفتح المبين

ثم مات (الفاتح) الفذ الذي
جاد بالروح لمولاه المَتين

فإذا بالغرب يُبدي فرحة
باذلاً في أمّها شتى الفنون

مِن أغانٍ واحتفالاتٍ بها
قد تشفى ، خسرَ الغربُ اللعين

إن يمتْ يا غربُ منا فاتحٌ
سوف تلقى بعدُ خيرَ الفاتحين

© 2024 - موقع الشعر