هل لك سر عند الله؟ (معارضة لعجلان ثابت) - أحمد علي سليمان

أخبرْني يا عبدَ اللهْ
عن عبدٍ يَعبدُ مَولاه

عن بَذل العبد وطاعته
وتفرّده في تقواه

عن يُمناه وماذا أعطتْ
ما لا تعلمُهُ يُسراه

عن دعوات الليل دَعاها
والمَولى يَستمعُ دُعاه

شفعَ توسله بدموع
ولذا خالقه لبّاه

عن دنيا طلقَ زخرفها
أفلحَ مَن طلق دنياه

عن أيتام لم يَقهرْهم
بل مسحَ الشَعرَ بيُمناه

وتفقدهم ، وتعهدهم
كم رق لهم يرجو الله

عن جيران لم يهضمْهم
حقاً بالكاد أو الجاه

عن أرحام لم يقطعها
كي ترضى عنهُ ليلاه

عن حُرُماتٍ لم يَقربْها
باسم الهزل أو الملهاة

ما باع القرآن لقوم
هم شر أناس وعُتاة

كم كلمة حق جادَ بها
للهلكى يلتمسُ نجاة

كم لهُدى الله دعا قوماً
لم يكُ مُرتزقاً بهُداه

كم أخلصَ في النصح ووفى
كي يُوقظ بالنصح غفاة

كم بالوعظ هدى أفئدة
لتُحقق ما تتمناه

وابتُلِيَ المسكينُ كثيراً
لم تخرجْ مِن فمه الآه

بل جالدَ ما يلقى رجُلاً
لم يَحرقهُ لظى المَأساة

منتصراً عاش فلم يُهزمْ
أو يَذكرْ للناس شكاة

واستحضرَ أخراه مِراراً
والقبرَ ، وقد عمّ دُجاه

والمَلكين سريعاً أتيا
ولكلٍ صوتٌ وصداه

مَن ربك؟ أفصِحْ وتعقلْ
هل سيُجيب العبدُ: الله؟

ما دينك؟ قلْ أنقذ نفسكْ
فلتنطق بالحق شِفاه

هل سيقول: الفطرة ديني
عشتُ بإسلامي وهداه

ما قولك في رجل فيكم
بُعِث ، وشهد القومُ سناه؟

هل سيقول: فذا أحمدُنا
بالحق أتى مِن مَولاه

وجوابُ الأسئلة سيُنجي
في حال تُخشى عُقباه

هل عملُ الخير سيسعفه؟
هل سترى فرجاً عيناه؟

منتصراً سيُوافي الأخرى
مثلَ العاجلة بتقواه

وفقه الله وأيدَهُ
وجنانَ الفردوس حَباه

© 2024 - موقع الشعر