هل تبكي الهوى؟ - أحمد علي سليمان

يا صاحب القلب الغريبْ
حتى متى تبكي الحبيبْ

وتذوق من نار الهوى
وتتوه في شتى الدروب

وتذوب في شوق الجوى
وتطيل دمعك ، والنحيب؟

والحب عاتٍ ، والنوى
والوجْدُ قاس ، والكروب

ليلاك في أحلامها
وأراك في الوهم الرتيب

ترنو إلى أنسامها
وتداعب الطيف الأريب

وتدوس أعطاف المُنى
وتعرقل الأمل الرطيب

وتهين كل مروءةٍ
وتجيد ترجيع النعيب

وتسربل الأخلاق في
هذا الضباب المستريب

ولها جبينك مرتعٌ
وفؤادك النعل القشيب

ولها دماغك قلة
كي تشرب الفكر الخصيب

أنت المريض بعلةٍ
وهي الحبيبة ، والطيب

ليلاك هزلٌ فارغ
في قعره سقط الأديب

وكذاك كل روايةٍ
حمقاء ، تملأها الذنوب

صِيغتْ على لحن الخنا
من بعد أن غاب الرقيب

وتلقفتها أكلبٌ
قد أتقنت صنعَ الخطوب

تعوي كما يعوي الفنا
وإذا المهازلُ كالحروب

ليلاك كل ضلالةٍ
كم ذا أضاعت من شعوب

غاب الضياءُ عن الحِمى
وأطال عن قومي المَغيب

يا صاح ، هل تبكي الهوى
في غَيبة المَجد السليب؟

هوّنْ عليك ، ولا تهنْ
واكبحْ جماحاتِ الذنوب

يا قيس كن رجلاً ، ولا
تحزنْ فبلوانا نصيب

واصبرْ ، ولا تكُ خائراً
هل مثل قيس يستريب؟

في جوف ليلك لا تنمْ
قمْ ، فادعُ علام الغيوب

واتركْ لليلى هزلها
وأعدّ نفسك ، يا لبيب

واعلمْ بأنك راحلٌ
في هذه الدنيا غريب

© 2024 - موقع الشعر