هكذا الدنيا يومٌ لك وآخر عليك! (قصة البرمكية) - أحمد علي سليمان

قلّبي أوراقاً طواها الخفاءُ
قد تفيدُ الأخبارُ والأنباءُ

ذكّرينا بالأمسيات الخوالي
عل ومضاً منها به يُستضاء

إن سيف التاريخ ليس يُحابي
والجميعُ - عند الحساب - سواء

فاسألي عن ماض جليل تولى
ظللتكِ الأفضالُ والنعماء

واستناخت - للبرمكيّ - المطايا
والحياة كانت على ما يشاء

والأمورُ كانت كما يشتهيها
وحواليه الجندُ والنصراء

ثم حِيزتْ للعبقري الهدايا
واستُحلت - رغم الأنوف - الدماء

والنساءُ - في الأسر - بتن سبايا
والأسارى - في قيدهم - سجناء

محنة كبرى لم تجاوز دياراً
وانتقامٌ سادت به الظلماء

واحتقارٌ للخلق يُخزي ويُزري
حيث ضاقت عليهمُ الغبراء

وانحرافٌ عن الصواب مَقيتٌ
وامتحان ضجّت به الأحياء

كم مكرتم - بالناس - دون اكتراثٍ
ليت شعري ، هل مثل هذا شقاء؟

كم بطشتم بالخلق حتى استغاثوا
والدعاوى استهدى بها الخلفاء

كم بسطتم كف النكال انتقاماً
واحتفى – بالرئبالة - الكُبراء

كم نهبتم بلا حساب خيوراً
حسبما يقضي الرأيُ والأهواء

واغتنيتم على حساب الرعايا
واحتوى مَن قرّبتموه الثراء

واستدارت رحى زمان التسامي
حيث جاءت تجني الهنا البأساء

إن أخذ المليك أخذ شديدٌ
ثم حسبَ الأعمال كان الجزاء

غرّكم حِلمُ الله حتى افتريتم
ثم حلتْ بالمُفتري الأزراء

ليس عِزٌ يدومُ ، هذا مُحالٌ
فاستكيني إما اعتراكِ البلاء

© 2024 - موقع الشعر