نورة ونهلة - أحمد علي سليمان

جادتْ – بفرطِ الجوى - البلايا
واستصحبتْ بأسها الرزايا

والحزنُ غشى قلوب أهل
إذ أصبحوا – للردى - ضحايا

والأمر لله ، فاستمِدّوا
منه الرضا ، أصلحوا النوايا

إن الأسى عمرُهُ قصيرٌ
فاستيقنوا أعذب الوصايا

لا تجعلوا – للقنوطِ - حظا
واستقرئوا أغرب الحكايا

واستصحبوا الدمع والتباكي
واستلهموا الدرسَ في الثنايا

واسترحموا الله كل حين
إذ جوده أعذب العطايا

فليرحم اللهُ طفلتينا
رباه رحماك بالولايا

ولينتبهْ كل ذي عِيال
كيلا نرى الظلم للصبايا

في غفلة الأهل كل شر
والشر يستجلبُ المنايا

وليعتبر كل من رآنا
في قصةٍ تحتوي الخفايا

تعجّب العُجْبُ من صداها
واستأثر الحزنُ بالبقايا

واستعذب اللومَ كل حي
ونحن ذبْنا من الشكايا

واستعذبوا العُتبَ والتجني
وقاسمونا لظى الخطايا

واستمرأوا الزجرَ والتلاحي
ولم يُراعوا أذى البلايا

فليرفقوا بالألى أصيبوا
إذ يعصف الرُزءُ بالحنايا

أما كفى البؤس يحتوينا؟
والحزن لا يرحم الطوايا

أما كفى الهم قد تداعى
ويعلم الله بالخبايا

ترفقوا إننا فجعنا
والرفق من أطيب المزايا

واستقرئوا سيرة الحزانى
كي تُدركوا حبكة الروايا

إهمالنا قد قضى علينا
والخذلُ من أخبث الدنايا

لكنْ قضاءُ المليك وافى
ما بالنا نحرج البرايا؟

كل الورى – للقضا - أسارى
إي والنسا – للقضا - سبايا

سبحان مَن يبتلي ويجزي
رب الورى يعلم النوايا

© 2024 - موقع الشعر