عَبَثَ النَسيمُ بِقَدِّهِ فَتَأَوَّدا - صفي الدين الحلي

عَبَثَ النَسيمُ بِقَدِّهِ فَتَأَوَّدا
وَسَرى الحَياءُ بِخَدِّهِ فَتَوَرَّدا

رَشَأٌ تَفَرَّدَ فيهِ قَلبي بِالهَوى
لَمّا غَدا بِجَمالِهِ مُتَفَرِّدا

قَمَرٌ هَدى أَهلَ الضَلالِ بَوَجهِهِ
وَأَضَلَّ بِالفَرعِ الأَثيثِ مَنِ اِهتَدى

كَحَلَ العُيونَ بِضَوءِ نورِ جَبينِهِ
عِندَ السُفورِ فَلا عَدِمتُ الإِثمِدا

مُغرىً بِإِخلافِ المَواعِدِ في الهَوى
يالَيتَهُ جَعَلَ القَطيعَةَ مَوعِدا

سَلَبَت مَحاسِنُهُ العُقولَ بِناظِرٍ
يُصدي القُلوبَ وَمَنظَرٍ يَجلو الصَدا

يا صاحِيَ الأَعطافِ مِن سُكرِ الطِلى
ما بالُ طَرفِكَ لا يَزالُ مُعَربِدا

وَحُسامُ لِحظِكَ كامِنٌ في غِمدِهِ
ما بالُهُ قَدَّ الضَرائِبَ مُغمَدا

قاسوكَ بِالغُصنِ الرَطيبِ جَهالَةً
تَاللَهِ قَد ظَلَمَ المُشَبِّهُ وَاِعتَدى

حُسنُ الغُصونِ إِذا اِكتَسَت أَوراقُها
وَنَراكَ أَحسَنَ ما تَكونُ مُجَرَّدا

© 2024 - موقع الشعر