نذرته لكتاب الله - أحمد علي سليمان

إني ابتهلتُ لربي واهب النعمِ
وخالق الناس والأكوان من عدمِ

أن يجعلَ ابني - بذكر الله - مُشتغلاً
مُعظماً لكتاب الله والقِيَم

مُطبقاً سُنة المختار خير هُدى
ومُستقيماً على مِنهاجه اللقم

ومؤْثراً شِرعة ، تسمو بصاحبها
نحو الرشاد ، فيحيا طيّبَ الشِيم

وصائناً عِرضه مِن كل مَنقصةٍ
ككل عبدٍ - بشرع الله - مُلتزم

وواعياً لكتاب الله أجمعِه
إن الذي يجهلُ القرآنَ جدُّ عمي

والله حقق لي ما رُمتُ من أمل
ومنه كل الذي يَمتنُ من نِعم

وجاء طفلي زكيّ القلب ذا نبل
عفّ السريرة والأوصاف والسِيم

وعى الكتابَ بلا لحن ولا خطأ
وصوته بلبلٌ ، يتلوه بالنغم

في عامه الخامس الميمون أكمله
والله سهله على ذوي الهمم

لذاك أحببته حباً يفوقُ مدى
طلاوة الوصف ، أو سُيولة القلم

نذرته - لكتاب الله - مُحتسباً
عند المليك فتىً - والله - ذا شمم

وهل كمثل كتاب الله مفخرة
إذ من يع الذكرَ - بين الناس - يُحترم

يا ربّ وفقه للتطبيق في زمن
فيه استهانَ كثيرُ الخلق بالحُرُم

وجُدْ عليه بما جاء النبيّ به
مَن يتبعْ سُنة العدنان يستقم

واجعله - في دينك المِفضال - مُجتهداً
كيلا يعضّ غداً أصابعَ الندم

واجعله يَذكرُ نذري دائماً أبداً
ذكراً يُجنبه الوقوعَ في اللمم

واجعله سِلماً لأهل الخير قاطبة
كانوا من العُرب ، أو كانوا من العجم

© 2024 - موقع الشعر