مهاجرة إلى الله! (قصة سوسن) - أحمد علي سليمان

قد حصحصَ الحقُ ، والبرهانُ يأتلقُ
وأصبحتْ (سوسنُ) الإسلامَ تعتنقُ

وزايلتْ مِلة التثليث عامدة
ولم تعدْ – بدُجى أهل الهوى - تثِق

واستهجنتْ دَجلَ الرهبان ، وانتصرتْ
للحق ، ما هزها خوفٌ ولا فرَق

واستقبلتْ أمرَها ، والشوقُ يَغمرُها
ولم يعدْ يحتوي أفراحَها أفق

وودّعتْ كل شيء كان يُقلقها
مع الحنيفية السمحاء لا قلق

والعِيشة انبلجتْ أنوارُ بَهجتها
والدمعُ - من كل عين - بات يندفق

إذ أدركتْ أمرَها من قبل مِيتتها
ولم تزل – في دروب الخير - تستبق

تسعى بجدٍ ، وتقوى الله تُرشدها
إلى المعالي ، وتستهدي بمن سبقوا

وليس يَصرفها - عن رُشْدها - خطلٌ
وليس يُهدِرُ عزم الفذة النزق

وأعجبتْ بهُدى الفاروق مُذ درستْ
والحق دوماً - مع الفاروق - يتفق

ومَن كمثل (أبي حفص) لمُتبع
في العدل - من رحِم الإسلام - ينبثق؟

بعد النبي وذا الصديق صاحبه
والدينُ يحمله الرئبالة الصُدُق؟

يا سوسنَ الخير بُشراكِ اتبعتِ هدىً
مَن اجتبَوْهُ - من المهالك - انعتقوا

هُزي إليكِ بجذع السلم ، وانتظري
عذب الثمار - من النضوج - تأتلق

كم التمستِ الهُدى بعزم صامدةٍ
لم تعبئي بالألى - في شِركهم - غرقوا

وكم تساءلتِ عن تثليث طائفةٍ
أصحابُها بعزيف الكفر قد نعِقوا

وكم رجعتِ إلى كُهّان مِلتكُم
تستقرئين إجاباتِ الألى حذقوا

كم التزمتِ بما قالوه من كذب
دهراً ، وشدّك - نحو الباطل - الملق

وكم بذلتِ سِنيَ العُمر هيّنة
ورجّ قلبكِ رجسُ القوم والفرَق

حتى أتيتِ إلى الإسلام راغبة
وسيفُ عزمِكِ في المَضاء مُمتشق

ثم اجتهدتِ ، ولم تستسلمي أبداً
لهاجس - في جواه - الشك والأرق

درستِ دين الهُدى ، ثم افتخرتِ به
وبات أمرك - عن ماضيك - يفترق

فوفقَ الله فضلى دينَه اتبعتْ
وفارقتْ - أبداً - درب الذين شقوا

© 2024 - موقع الشعر