من أرشيفِ الغربة! (نهب أسفار العلم) - أحمد علي سليمان

غربتي طالتْ وآذاني الشقا
فمتى – بالأقربين - المُلتقى؟

هذه الغربة أمستْ شبحاً
يسرق العمر ، ويزجي العَسْلقا

ولظاها موقدٌ نارَ الجوى
والغريبُ ما له - فيها - بقا

باغترابي نال كلٌ إربَه
وأنا – وحدي - ألوكُ المَأزقا

عذبتني غربتي بين الورى
كيف يحيا المرءُ يجترُّ الشقا؟

وحده يبكي بدمع حائر
بات - بالأغلال جَبْراً - موثقا

يفتح الأرشيف لا يلقى سوى
غربة تُزجي أساها منطقا

أكلتْ عمري وبأسي عنوة
وأعارتني - بكلٍّ - مزلقا

والكتابات ثوتْ ، تشكو النوى
لم يجُلْ - في خاطري - أن تُسرقا

إذ عليها قد سطا مستهزءٌ
وعليها بيته قد أغلقا

ثم إنْ عُوتب أرغى مزبداً
وإلى الإنكار كان الأسبقا

حاز أسفاري ، بلا أدنى حيا
إنني أمقتُ هذا الأخرقا

مستحِلاً كل شيء كان لي
خائناً عهد الإخا ، والمَوثقا

وبهذا زاد ضنكا غربتي
حاملاً سكينه ، والبيرقا

© 2024 - موقع الشعر