فرَّ يحْمِلُ أَسْفارَ ذُلٍّ ، كالحِمارِ - يوسف السبوعي

ألقى الفرعون جلبابه
و رمى حرابه
و امتطى صهوة الفرار ِ
ضاق الخناق عليه
ما تبقى له من وقت
لاتخاذ القرارِ
سوى قرار الفرار ِ
هوى أمام عينيه ما كان يبنيه
بالأكاذيب
و بان ما خبأ خلف الجدارِ
فرّ مسيلمة الكذاب
فرّ ، أبو لهب
و امرأته حجامة الأشعارِ
ترك الديار التي قد خانها
إلى ديار تلعنه خلف الديار ِ
خان الأمانة و اليمين التي أداها
فكان له ما كان من الانكسارِ
مضى إلى مملكة الخفافيش
ليعيش كالورل كالوزغ
كالخنفساء كالصرصارِ
مضى لا ردَّه الله
و لا ردّ أمثاله من الأشرار ِ
طوى التاريخ صفحته الأخيرة
نزل الستار على الستار
و انتهت قصة ليلى و الذئب
و قصة بن علي بابا
و الأربعين غدّارِ
سبحان ربي هازم الزيف
و كاشف الأسرار
صار فخامة الرئيس رخيصا
صار الرئيس الخسيس
مجرد نَبَإٍ في نشرة الأخبار
مضى يحمل أوزاره
و أوزار أصهاره
سيلهث بعدها كالكلب
و يحمل أسفارَ ذُلٍّ كالحمارِ
سبحان ربك مالك الملك
القاهر المنتقم ،
قاصم كل متكبِّرٍ جبَّارِ
آتاه الله ما آتاه ، فطغى
و تكبّرَ
فهدّ الله بنيانه
حتى كان
عبرة للاعتبار ِ
 
يوسف السبوعي
© 2024 - موقع الشعر