مصرع الحسد - أحمد علي سليمان

نَارُ الحَسُوْدِ زَكَتْ فِي الدَّرْبِ تَشْتَعِلُ
وَالحَقُّ فَوْقَ اللَّظَى يطْفُو وَينْفَعِلُ

وَالنَّاسُ مُحْتَضِرٌ ، أَوْ فِي الأَسَى حُبِسَتْ
أَنَّاتُهُ أَرَقًاً ، أَوْ فِي العَنَا وَجِلُ

لَكِنَّمَا أَمَلٌ فِي القَلْبِ يُسْعِدُنِي
هَلا دَرَيتُم إِذَنْ مَا ذَلِكَ الأَمَلُ؟

إِنَّ الحَسُوْدَ وَإِنْ طَالَتْ سُلامَتُهُ
لا بُدَّ فِي نَارِهِ يُطْوَى وَيشْتَعِلُ

فَالْغِلُّ حَارِقُهُ يوْمًا وَقَاتِلُهُ
كَمْ ذَا رَأَينَا الأَسَى فِي الغِلِّ يعْتَمِلُ

أَمَّا اللَّئِيمُ فَلَنْ تَلْقَى لَهُ أَمَلاً
إِلاًّ وَقَدْ شَابَهُ الإِفْلاسُ وَالخَلَلُ

جَرَّبْتُ مَنْ حَسَدُوا دَهْرًا وَمَنْ حَقَدُوا
وَالقَلْبُ مِنْ فِعْلِهِم أَوْدَى بِهِ الخَطَلُ

وَالعَينُ قَاتِلَةٌ ، وَالله صَارِفُهَا
لَكِنَّمَا قَدَرٌ ، وَالمَوْعِدُ الأَجَلُ

كَمْ ذَا اتَّقَيتُ ، وَلَمْ تَنْفَعْ مُحَاوَلَتِي
فَالعَينُ إِنْ نَزَلَتْ لا تَنْفَعُ الحِيَلُ

إِنْ شِئْتَ عَيشًا رَغِيدًا دُوْنَمَا حَسَدٍ
لا تَتَّخِذْ حَاسِدًا خِلاًّ ، فَذَا خَبَلُ

لا يسْلَمُ المَرْءُ مِنْ عَينِ الحَسُودِ وَإِنْ
حَلَّ الكُهُوْفَ وَأَضْحَى بَيتَهُ الجَبَلُ

وَالله مُوْهِنُ كَيدِ الحَاسِدِينَ لَنَا
وَحَسْبُنَا الله مَنْ عَلَيهِ نَتَّكِلُ

© 2024 - موقع الشعر