مصرع رغيف

لـ اسماعيل بريك، ، في الوطنيات، آخر تحديث

مصرع رغيف - اسماعيل بريك

رَغيفُ العيشِ يُحْتَضَرُ احْتضَارَا
وَيَصْرُخُ طَاِلباً عَوْنَاً مِرَارَا
أتاهُ الفقرُ فى دَمِهِ فَأضْحَى
بَلاَ لَوْنٍ وَلاَ طَعْمٍ يُجَارَىَ
وَمِنْ عَجَبِ اللَّيَالَى أَنْ تَرَاهُ
صَغيرَ الحَجْمِ يَنْحَدِرُ انْحِدَارَا
فَتَصْفَعُهُ يَدُ الخبَّازِ صَفْعَاً
وَيُصْعَقُ مَنْ يراهُ وَقَدْ تَوَارَى
فوا أَسَفَا عَلَيْهِ إذا تَوَلَّى
وَلَمْ َيلْقَ المعُونَةَ والمزارَا
 
 
عجيب امر هاتيك القضاء
يموتُ العيشُ فى عَهْدِ الرَّخَاءِ
وَأَعْجَبُ لو رأيت العيش يبكى
على ما فيه مِنْ فَرْطِ البلاءِ
سَتُقْسِمُ أننا يَوْمَاً رأينا
رَغيفَ العَيْشِ يَبْحَثُ عَنْ دَوَاءِ
أَيُعْقَلُ أن يكون العيش مُرَّاً ؟
أَيُعْقَلُ أن نعيش بلا غذاءِ ؟!
أَرَى نفسى تتوقُ إلى الأمانىِ
فَأحْمِلُ مَرَّةً نَعْشَ الغلاءِ
 
 
رَغيفَ العيشِ قَدْ ذقتُ العَذَابَا
وَألَّبْتَ المواجِعَ وَالمُصَابَا
فَلَحْمُ الضَّأْنِ قَدْ هَجَرَ الصَّوَانى
وأنشبَ حِقْدَهُ ظُفْرَاً وَنَابا
جرام اللحم يوزن من نفيس
ولحم المرء مابلغ النصابا
جياع الخلق قد سئمو التمني
وعاشوا في الدنا عيشا سرابا
فان تظهر هناك لدي طبيب
فلا عيب عليك ولا عتابا
 
 
رغيف العيش لاتعجب ليأسي
فاني مذ خلقت وليد بؤس
نصيبي كان في علم ولكن
علي نفسي قضيت شقاء نفسي
طرقت مجالس العلماء حتي
أفقت علي مشيب عم راسي
فذو علم بتاج العلم يغدو
وذو جهل بداء المال يمسي
وتلك مصائر الآيام فينا
يموت المرء لا يحظي بفلس
© 2024 - موقع الشعر