مسيلمة الكذاب - أحمد علي سليمان

مسيلمة الأمس ، أنت الخللْ
وأنت الضلال ، وأنت الخطلْ

زرعت الأذى في طريق الورى
وحرّفت ديناً بشتى الحِيل

دعوت الجميع إلى ما ترى
وأغريتهم بالمصير الأجل

ورحت تشوه نور الهُدى
وترمي - على الحق - شوك الجدل

وتأكل خبزاً بتحريفه
وتحثو - على النور - رمل الفشل

ومَن مج زيفك ذبّحته
بسكين غدر الذراع الأشل

ومَن رد ظلمك قطعْته
ومن قال: لا ، قلت أنت: أجل

وتضرب في التيه ، لست ترى
سوى صوتك المستريب الأذل

رويدك إن الجراح اكتوتْ
وما عاد جرحٌ بها يندمل

وفي رحم الحق سيفُ اللظى
وفي زورق الخير نور الأمل

وفي مركب الآه تغريدة
تزيل الأسى من طريق البطل

وفي دمعة الطفل وهج السنا
وفي زورق الخير نورُ الأمل

وفي صرخة الليل ترنيمة
ستودي بكل العَنا والعِلل

وبين الضلوع انفعال الهُدى
وبين الحنايا رشادُ الأول

وعبر العويل ستلقى الردى
وأيامُ ربك فينا دُول

فلا تنكأ الجرح يا عابثاً
فقد ساقك الكفر نحو الخبل

وأمثالك اليوم ملء الدنا
وفوق الهضاب ، وتحت الجبل

أكاذيبُهم في قراطيسهم
وأعتى الضلالات سب الرسل

ولا يستحون ورب السما
وفي ساحة الزيف غاب الخجل

وفي الدرب مجوا كؤوس الهوى
فواعجباً يا لكم مِن نِحل

كلامُ كثير ملأتم به
رؤوس الورى ثم لا ، لا عمل

فهلا رجعتم إلى رُشدكم
وتبتم إذن عن فعال السفل؟

سحرتُم بهذا الهُراء الورى
فسادت جموعٌ ، وسادت سبل

مسيلمة اليوم خذ عبرة
من الأمس واعقل ، ولا تنفعل

وخف لجة الكرب عند اللقا
ومن شدة النار ، يا مرتحل

ولن ينفع الزور أصحابه
ولن ينفع الظالمين الختل

قصيد (ثمامة) في سِيرةٍ
يُراجع فيه السفيه العَجِل

أيا (ابن أثال) نثرت الضيا
ولكنْ مسيلمة مختبل

ووحشي هذا سيروي الظما
ويُتحفنا بالحُسام الوجل

ألا يا ابن حرب ، ضرارٌ مضى
بسيف الكذوب رقيع الدغل

فروّ الفؤاد بحصد العدا
وكفكفْ دماء الشهيد البطل

© 2024 - موقع الشعر