أَمِن حَجَرٍ فُؤادُكَ أَم حَديدُ - صفي الدين الحلي

أَمِن حَجَرٍ فُؤادُكَ أَم حَديدُ
فَفيهِ عَلى الوَغى بَأسٌ شَديدُ

وَأَطوادٌ حُلومُكَ أَم جِباكٌ
تَميدُ الراسِياتُ وَلا تَميدُ

لِأَنَّكَ كُلَّما حاولَتَ أَمراً
يُصَوِّبُ فَعلَكَ الرَأيُ السَديدُ

طَلَعتَ عَلى العُداةِ وَأَنتَ شَمسٌ
فَذابَ بِحَرِّ مَوقِعِها الجَليدُ

أَغَرتَ عَلى حِماهِم غَيرَ عادٍ
وَلاقوا مِنكَ ما لاقَت ثَمودُ

بِجَيشٍ تَرجُفُ الراياتُ فيهِ
وَتَخفِقُ دونَ مَقدَمِهِ البُنودُ

وَتَهتَزُّ الذَوابِلُ فيهِ عُجباً
كَما اِهتَزَّت مِنَ المَرَحِ القُدودُ

عَجِلتَ إِلى قِراعِهِمُ بِعَزمٍ
بِهِ يَدنو لَكَ الأَمَلُ البَعيدُ

وَكَم وانٍ يَعُدُّ العَجزَ حِلماً
فَيَندَمُ وَالنَدامَةُ لا تُفيدُ

وَمَن يَرَ ما يُريدُ وَكَفِّ جُبناً
رَأى مِن بَعدِهِ ما لا يُريدُ

© 2024 - موقع الشعر