أَمِن أُمِّ سُفيـانَ طَيـفٌ سَـرى - أبي ذؤيب الهذلي

أَمِن أُمِّ سُفيانَ طَيفٌ سَرى
هُدُوّاً فَأَرَّقَ قَلباً قَريحا

عَصاني الفُؤادُ فَأَسلَمتُهُ
وَلَم أَكُ مِمّا عَناهُ ضَريحا

وَقَد كُنتُ أَغبِطُهُ أَن يَري
عَ مِن نَحوِهِنَّ سَليماً صَحيحا

رَأَيتُ وَأَهلي بِوادي الرَجي
عِ في أَرضِ قَيلَةَ بَرقاً مُليحا

يُضيءُ رَباباً كَدُهمِ المَخا
ضِ جُلِّلنَ فَوقَ الوَلايا الوَليحا

كَأَنَّ مَصاعيبَ غُلبَ الرِقا
بِ في دارِ صِرمٍ تَلاقى مُريحا

تَغَذَّمنَ في جانِبَيهِ الخَبي
رِ لَمّا وَهى خَرجُهُ وَاِستُبيحا

وَهى خَرجُهُ وَاِستُجيلَ الرَبا
بُ عَنهُ وَغُرِّمَ ماءً صَريحا

ثَلاثا فَلَمّا اِستُجيلَ الجَها
مُ وَاِستَجمَعَ الطِفلُ مِنهُ رُشوحا

مَرَتهُ النُعامى فَلَم يَعتَرِف
خِلافَ النُعامى مِنَ الشامِ ريحا

فَحَطَّ مِنَ الحُزَنِ المُغفِرا
تِ وَالطَيرُ تَلثَقُ حَتّى تَصيحا

كَأَنَّ الظِباءَ كُشوحُ النِسا
ءِ يَطفونَ فَوقَ ذُراهُ جُنوحا

فَإِمّا يَحينَنَّ أَن تَهجُري
وَتَستَبدِلي خَلَفاً أَو نَصيحا

وَإِمّا يَحينَنَّ أَن تَهجُري
وَتَنأَى نَواكِ وَكانَت طَروحا

فَإِنَّ اِبنَ تُرنى إِذا جِئتُكُم
أَراهُ يُدافِعُ قَولاً بَريحا

فَصاحِبَ صِدقٍ كِسيدِ الضَرا
ءِ يَنهَضُ في الغَزوِ نَهضاً نَجيحا

وَشيكَ الفُصولِ بَعيدَ القُفو
لِ إِلّا مُشاحاً بِهِ أَو مُشيحا

تَريعُ الغُزاةُ وَما إِن يَري
عُ مُضطَمِراً طُرَّتاهُ طَليحا

كَسَيفِ المُرادِيِّ لا ناكِلاً
جَباناً وَلا جَيدَرِيّاً قَبيحا

قَدَ أَبقى لَكِ الأَينُ مِن جِسمِهِ
نَواشِرَ سيدٍ وَوَجهاً صَبيحا

أَرِبتُ لِإِربَتِهِ فَاِنطَلَق
تُ أُزجي لِحُبِّ الإيابِ السَنيحا

عَلى طُرُقٍ كَنُحورِ الرِكا
بِ تَحسَبُ آرامَهُنَّ الصُروحا

بِهِنَّ نَعامٌ بَناها الرِجا
لُ تُبقي النَفائِضُ فيها السَريحا

© 2024 - موقع الشعر