مسافرٌ ولكن يعود - أحمد علي سليمان

إني رحلتُ البارحة
وبذاك نفسي بائحة

وكظمتُ غيظي ، والأسى
والنار حولي لافحة

والناس قالوا: ضائعٌ
وبكتْ عليَّ النائحة

وتركتُ شعري ، والجوى
فوق الرفوف الرازحة

فارقتُ أهلي عابراً
بتحسراتٍ كابحة

ومضيتُ - وحدي - في الشقا
فوق الرزايا الكالحة

تعس الرحيل ، فكم له
في خاطري من صائحة

آهٍ ، وكم من عُسرةٍ
لم تنجُ منها جارحة

لكنني سأعود يو
ماً للديار الكادحة

وبإذن مولانا تُحق
ق أمنياتي الطامحة

ولسوف أرفع هامتي
رغم الخطوب الفادحة

ولسوف أمحق عاذلي
وكذا الهوام النابحة

وأحِدُّ شفرة فِكرتي
ولسوف أتلو الفاتحة

والأمرُ أضحى مسفراً
والدرب أمست واضحة

قتل النفاق فكم أذ
ل عُرَى النفوس الصالحة

كم سربل القلبَ الأذى
كم للشقا من رائحة

ومخالب الأيام ذي
لم تنج منها جانحة

والصاع طف ، ولم يعُد
إلا السهامُ الجارحة

والنفس ملت ما ترى
من أمنياتٍ صائحة

سأعود من جوف الفضا
وبكل رؤيا راجحة

سأعود سِلماً للورى
رغم التيوس الناطحة

سأعود مهما عاقني
كيدُ الدمى المتصايحة

سأعود يسبقني الصدى
نحو الديار البارحة

سأعود أرفع هامتي
فوق الشخوص الطالحة

سأعود تلمع حُجتي
هذي التجاربُ رابحة

© 2024 - موقع الشعر