محاورة شعرية! (معارضة للمهلهل) - أحمد علي سليمان

.(أهاجَ قذاءَ عَيْنِيَ الأدكَارُ).
.(هُدوءًا ، فالدُّموعُ لَها انْهِمَارُ).

لَمَاذا يا مُهَلْهِلُ كُلُّ هَذا
أكانَ كُليبُ غِطْرِيفًا يَغَارُ؟

فلا واللهِ ، مَا أطربتَ سَمْعِي
وقولٌ مِثْلُ قولِكَ لا يُدَار

تَحَولَتِ الرِّجالُ إلى نِسَاءٍ
تَولَّى أمْرَكمْ فِيكُم حمار

تَحَيَّرَ فِي بُكائِك كُلُّ فِكْرِي
وما عَقْلٌ بأمركمُ يَحَار

كُلَيْبٌ فِي التُّراب ، ولا يُساوي
ولمْ ينفعْهُ حَجُّ ، ولا اعتِمَار

فكفكفْ يا مُهَلْهِلُ دَمْعَ عَيْنٍ
فدمعُ العين غالٍ ، ثُمَّ عَار

وإني قَدْ فَقَدتُ ضِيَاءَ عَيْني
فمَا مِنْ صُحْبَتِي أَحَدٌ مُثَار

وَمَا عَرَفُوا لِبَيْتِي مِنْ طَرِيق
وهُم فِي مِعْصَمِ الأَعْدا سُوَار

وقدْ شَمَتُوا ، وبَاعُوا كل حَقٍّ
ودُنياهمْ تَغَشَّاهَا البَوَار

وَمَحْظُوظٌ كُليْبٌ كل حَظٍّ
فإنَّ شَقِيقَهُ نعْمَ المُشَار

لَكُمْ أحزانُكُمْ ، ولِيَ اصطبارِي
وإنِّي قَدْ رَضِيتُ ، ولا خِيَار

وإنَّ اللهَ أَكْرَمُ مَنْ أُنَاجِي
ولَيْلِي طَالَ ، واللُّقْيَا النَّهَار

ولَيْتَ اللهَ يَرْضَى بعدُ عَنِّي
فَإنْ غَضِبَ المُهَيْمِنُ فَالخَسَار

ويُسْعِدُ مُهْجَتِي بشِفَاءِ عَيْنِي
فإنَّ العَيْنَ للمَرْءِ المَنَار

وإنَّ اللهَ ذُو سَعَةٍ ويُسرٍ
وعِنْدَ اللهِ للعَيْنِ اليَسَار

© 2024 - موقع الشعر