مجنيٌ عليها وخمسة جناة - أحمد علي سليمان

لولا التبذل ما أرداكِ مغتصبُ
ولم يَمسّكِ مَن بالعُهر يختضبُ

لولا السفولُ ، وعوراتٌ مُكَشّفة
لمّا يكنْ لبُغاة الشهوة الغلب

لولا التبرجُ جَلّى حُسن غانية
ما بات دمعُك فوق الخد ينسكب

لولا العطورُ زكا أريجُ فائحِها
لمَا دهاكِ الشقا - كلا - ولا النوب

حمقاءُ ، بل في الورى أخزى مراهقةٍ
فيها النقائض والأهواء والعِيَب

لولا العباءة شفتْ عن مفاتنها
ما زار سُمعتها شكٌ ولا رِيَب

لولا التغنجُ حلّى قبحَ مِشيتها
لمّا يُصِبْ قلبها رمحٌ ولا يَلب

لولا التحدث للتجار في شبق
حديثَ فاجرةٍ ما عندها أدب

لولا الشعورُ بدت – للعين - نوسَتها
تزجي البريق لها ، كأنه لهب

لولا العيونُ زها بالسحر مَحجرُها
لِحاظها مُوقدٌ ، كأنه الشهُب

لولا الكلامُ بألفاظٍ مزخرفةٍ
بنبرةٍ أمتعتْ ، كأنها الطرب

والكفّ لولا خضابٌ فوق بشرتها
لمَا ألمَّ بها في المحنة الودب

هو التبرجُ ألغى بأسَ عِفتها
وبعدُ خلّفها تبكي وتنتحب

والعُرْيُّ يُزري بفضلي ، تستلذ به
لولاه - منها - شِرارُ الناس ما اقتربوا

أراذلٌ خمسة رأوْا مُجاهِرة
بالدعر ، ثم - إلى الإسلام - تنتسب

ما ردَّها الشرعُ عن تبرج عفن
كلا ، وما ردّها ما تدّعي العرب

فللحنيفة مِعيار يُميّزها
والعلمُ ناءتْ به الأسفارُ والكتب

أدلة سُوَرُ القرآن تجمعُها
وهدْيُ (أحمدَ) يحيا فيه محتسب

وللعروبة أخلاقٌ تدينُ بها
والعُربُ دوماً على أخلاقهم رُقب

والخمسة العِير خلف الغادة انطلقوا
وفي العيون سُعارُ العِشق يلتهب

وكل وغدٍ يُمَنِّي النفسَ ما رغبت
من المعاصي التي قد أخفت الحُجُب

حتى إذا ما انتهوا إلى فريستهم
على الضحية في عجالة وثبوا

ومزقوا ثوبها عمداً بلا خجل
والمجرمون أتوا منها الذي رغبوا

جنى على الغادة السمرا تحللها
أما النهاية فالشنارُ والكُرَب

والاستقامة كنزٌ ليس يعدله
مالٌ ولا نسبٌ - كلا - ولا حَسب

يا رب ثبتْ على الإيمان مُؤمنة
خافت وَعيدك ، والثوابَ ترتقب

© 2024 - موقع الشعر