ما عن العين صبر - أحمد علي سليمان

إِيهِ يا عَيْنَ الغريب التَّائِهِ
اصبري صبرَ التَّقِيِّ النَّابِهِ

ليسَ غيرُ الصَّبِر عندي ، فاعلمِي
إنَّما الصبرُ دَواءُ الكاره

وَحِّدي مَوْلاكِ ليلاً والضُّحَى
حيثُ لا إفلاتَ مِنْ أقداره

واحمَدي الرحمن فجرًا والمسَا
واصبري ، فالصبر من نعمائه

كَفكِفِي الدمعَ ، كوتني عبرتي
إنَّمَا المقدورُ مِنْ بَلْوَائِه

إنَّ عُمْرَ المِرءِ في هذي الدُّنَا
قدَّر القيومُ فحوى شأنه

فَلِمَاذا الحُزنُ - دَوْمًا – والبُكا؟
إنَّ دَمْعَ العينِ مِنْ آلائه

ولمَاذا الكربُ - دهرًا – والأسَى؟
إنَّما المَكتوبُ فوقَ رأسه

ولمَاذا - في البرايا – تَشْتَكِي؟
أنتَ مربوبٌ لهُ ، تَحْيَا بِه

فالْتَزِمْ تقواهُ تسعد أبدًا
واسْمُ بالتوحيدِ في معراجه

سَائِلِ الجيل طويلاً ، واهجه
واتهم قلبًا سعى في غابه

عِنْدَها تعلو وتسمو في الورى
فاستفد يا قلب من أخطائه

رُدَّ يَا مَوْلايَ عَيْنِي ، إنَّنِي
ظالمٌ نفسِي بذنْبٍ شَائِه

© 2024 - موقع الشعر