ما خفيَ كان أعظم - أحمد علي سليمان

يا يراعَ الشعر ، صرّحْ لا تخفْ
وانبش التاريخ – عمداً - واكتشفْ

واعقِر الزيفَ ، وصوّرْ ما ترى
واسبُر الأغوارَ حتى تُستشف

خل عنك الحزن ، واجتث الجوى
كيف يحيا الشعرُ في قيح الأسف؟

إن جرح الحق شبّتْ نارُهُ
وعُتاة (الصرب) زادوا في الجنَف

وطغاة (الروس) صبّوا حقدهم
فوق (شيشان) الدنا أهلِ الحَنَف

وكذا (الهندوس) سَلوا كيدَهم
كي يعيش الحقُ في قبر الغسف

وبُغاة (الغرب) صاغوا عُهرهم
عُلباً يهوى دُجاها المنحرف

يا يراعَ الشعر ، أصبحنا غثا
شمتَ الإفلاسُ فينا ، والشظف

جوقة عِليتها أعداؤها
زهدتْ في الدين ، حتى والشرف

أنلومُ الكفر أن صب الردى
ثم شق اللحد ، والذبحَ اقترف؟

كل قبر ضمّ منا زمرة
ودمانا – في كؤوس - تُرتشف

قد رخصُنا عندما بعنا الهدى
فابتلينا بالعدو المعتسف

وافتقدنا الأمنَ في أصقاعنا
فمِن الأعداء بتنا نرتجف

أيدُومُ الحالُ هذا يا ترى؟
أنودّ العيش في أشقى هدف؟

يا يراع الشعر ، شخصْ حالنا
واحكِ للدنيا ، وبالحق اعترف

قلتُ: خذلْ عن سَنا إسلامنا
وانطلق بالشعر ، واشمخْ لا تخف

© 2024 - موقع الشعر