كم أنت أعظم يا جنوبن - عبدالوهاب المنصوري

الإهداء: الى كلّ جنوب..في الأرض أو في الجسد..
 
*
 
لكم سافرْت في كلّ آتّجاه
 
وكمْ طافتْ برجْليّ الدروبُ
 
شمالا , ثمّ شرقا ثمّ غربا
 
وأضنتْني المسافة والحروب
 
وكمْ جرّبْت فعْل الموْت فيها
 
وكمْ عبثتْ بآمالي الخطوب
 
وكمْ طلبتْ حسانٌ ودّ قلبي
 
وكمْ باحتْ بأسراري الطيوب
 
وأعياني الوقوف على ديار
 
نصيب القلب منهنّ الذنوب
 
ولكنْ لم ُيتيّمْني شمالٌ
 
ولا شرق به فُتنتْ قلوب
 
ولا غرب تمكّن من فؤادي
 
ولا وسط بفتْنته خلوب
 
وقد جرّبْت كلّ الأرض لكن
 
وجدْت غرامها زبدا يذوب
 
وكمْ دعت الجهاتُ ولمْ أُلبّ
 
نداء لا يُوقّعه الجنوب
 
فكلّ الأرض بعدك لا تساوي
 
فكمْ, كمْ انت أعظم يا جنوب
 
وأنت الحسْن مكتمل فريدٌ
 
جمالك لم تدنّسْه العيوب
 
وما في القلب غيْرك لي حبيبٌ
 
له تشدو الأصائل والغروب
 
وبي من عشقك الأعْتى نُحولٌ
 
وبي شوْق ُيغالبني دؤوبُ
 
ونار العشق لا تخْبُو بقلبي
 
وهل يسلو المورّط أوْ يتوب؟
 
فمالي من غرامك من سلوّ
 
ولا من شوْقك القاسي هروب
 
فيا ريح الجنوب عليّ هبّي
 
فقدْ يشفي جوى قلبي الهبوب
 
ويا هذا الحنين ألا تبالي؟
 
فقلبي منك مرتبك طروب
 
ترفّقْ فالجفون بلا نعاس
 
ونوْمي لا توفّره الحبوب
 
ولا الأنثى تخفّف بعض شوْقي
 
ولا خمر ولا قدح وكوب
 
فذا قلبي بنار الشوق يُكوى
 
وذي عيْني مسهّدة سكوب
 
متى أجد الطريق الى جنوبي؟
 
فتهجرني المواجع والكروب.
© 2024 - موقع الشعر