أنثى الأسرار - عبدالوهاب المنصوري

أهيمُ بها,أهيمُ بها أهيُم
 
هوى من غير نفحتها سقيمُ
 
وعشْق دون همْستها عقيمُ.
 
هواها غير كلّ هوى
 
جنون وتهْيام عظيمُ.
 
انا في حبّها أبدا معنّىُ,
 
وبي وجْد يسافر بي مقيمُ.
 
فيصْعد بي ويصْعد بي ويعْلو
 
ويصْعد بي ويصْعد
 
ثم يعْلو.
 
ويْعلو بي الى قمم تعالت
 
ويصْعد فوْق ما يدري عليمُ.
 
وعند المنتهى أدعو بساطي,
 
فيأتيني
 
,ويأتي اذا ناديْتُ
 
بالخمْر النديمُ.
 
يناولني ويشرب من تخومي,
 
قديم الخمْر في جسدي
 
قديم الجمْر في جسدي
 
قديمُ.
 
يناولني فأشرب منه كأسا
 
بها حببٌ
 
به عُجن النعيمُ.
 
نديمي غادة فاضت جمالا,
 
وأسكتُ,لا أشبّه,لا أقول
 
فكلّ القوْل-ان وُصفتْ-
 
ذميمُ
 
وكلّ المدْح -لوْ مُدحتْ-
 
لئيمُ.
 
هي الأسماء قبل الكوْن كانت,
 
هي الأسرار قدّرها الحكيمُ.
 
مُعتّمةٌ, مُطلْسمةٌ
 
عصيٌّ تهجّيها,
 
معانيها سديمُ.
 
نحسّ بها ونسمعها ولكن
 
تمرّ كما
 
كما مرّ النسيمُ.
 
اذا ابتسمتْ,يحلّ بنا ربيعٌ
 
وان غامت,
 
مجرّتنا تغيمُ.
 
عطور الزهر والطيب العجيبُ,
 
تنفُّسها المُبعْثر و السليمُ.
 
اذا نطقتْ ,
 
يسيل الكوْن عشقا
 
بما قد موْسق الصوت الرخيمُ.
 
وتقْتُلني اذا طعنتْ بطرف,
 
وتُحْييني اذا همستْ بعطف,
 
وشهْقتها اذا شهقتْ
 
جحيمُ.
 
وتحكمني بلا قيْد وانّي,
 
أهيم بها
 
أهيم بها, أهيمُ.
 
أغار على جدائلها,
 
فمشْط يُغارمني,
 
وأكْرهه بعنْف,
 
وخاتمُها المُذهّبُ لي
 
غريمُ.
 
اذا رضيتْ,
 
أسمّيها ملاكي
 
ويكْفيني لدى التلميح ميمُ.
© 2024 - موقع الشعر