لي ما أقول - عبدالوهاب المنصوري

رغم انّ الكلام الذي قلْتُه
 
كان أدهى.
 
وصمْتي الذي صنْته
 
كان أشهى.
 
يظلّ لديّ الفضولُ
 
ولي ماأقولُ.
 
وإن بقي الآن منّي قليل قليلُ,
 
بإمكان قلبي الأماني,
 
ولو عشّش الحزن في داخلي
 
والذهولُ.
 
ومازال لي ما أقولُ
 
ومازلت مرتفعا فوقهم
 
في سمائي
 
ولايدّعيني النزولُ...
 
بصاقي يخالونه أوّل الغيْث جهلا,
 
وينهمر السيْل لما أسيلُ.
 
وما زال لي ما أقولُ.
 
انا إن بسطْت جناحي,
 
فأطبقت الشمس أجفانها ,
 
قيل :هذا كسوف مهولُ.
 
فيستنفرون الحواسيب
 
يستنفرون (الردار)
 
ولكنّ آلاتهم أرهقتْها الشكولُ.
 
وما زال لي ما أقولُ.
 
ومازال لي الأمر والنهْي في المفردات
 
أهمّ بهنّ,
 
فيركعْن طوْعا أمامي
 
وتأتي بأبعدهنّ الفصولُ.
 
ومازال لي ما أقولُ.
 
ومازلْت متّهما بالجميلات
 
أفتضّهنّ على ورق شبقيّ, ويعشقْنني.
 
ويقطّعْن أيْديهنّ إذا ما أجولُ.
 
ومازال لي في الغرام الأصولُ.
 
أنا لم تُخفْني البدايات يوْما
 
ولا أشتهي فتنة لا تزولُ.
 
وما همّني حجر في طريقي
 
وما هالني في المسافات طولُ.
 
ومازال لي ما أقولُ.
 
وإن روّضوا خيْلكم بالقيود
 
وإن خنّثوها بأسحارهم
 
فخيولي أنا
 
لايروّضها ساحر أو حكيمٌ
 
ولاينتهي من حشاها الصهيلُ.
 
ووقْع سنابكها يشْتهيه الوصولُ.
 
وإن حمْحمتْ ذات فجر
 
تُدقّ الطبولُ.
 
ومازال لي في الهوىما أقولُ.
 
أنا المتمرّد
 
في كلّ حرْب أصولُ.
 
أهدّدهم في سكوتي
 
ولمّا أقولُ.
 
ولي قلم نوويّ المداد
 
يدمّرهم إذْ يخطّ:فعولُن فعولُ
 
ومازال لي في الهوى ما أقولُ.
© 2024 - موقع الشعر