عندما يذهب الحياء! (يتغزل بالعروس) - أحمد علي سليمان

ناجِ العروسَ بتشبيب وتأجاج
إن العريس لمَا تبثه راجي

مازلت تّذكرُ في شوق مفاتنها
وتنشر الحُسن في فرْح وإبهاج

مارست أخبث ما في الوصف من سفهٍ
بمِرقم عفنِ المِداد درّاج

أبنتَ ما سَترَتْ ، حتى افتتنت بها
ولم يردّك عنها بعضُ إحراج

سرحت في شعرها ، تلهو به شبقاً
وقلتَ: يا هذه الجديلة اهتاجي

وكم تغزلت في القوام دون حيا
تخالها نعجةً ذلت لهزلاج

والوجنتان - من التشبيب - قد همَتا
لكنّ مثلك لا يُصغي لإنشاج

أعطيت نفسك حقاً لست تملكُه
ورُحْت تُوغل في تيهٍ وأهزاج

حتى غدوت بما يُشين تنعتها
كأنك المادحُ المستهزئ الهاجي

بريشةٍ صُبغتْ بالفحش ترسمُها
واللفظ يسبحُ في لظىً وتأجاج

أما استحيت من الألفاظ فاضحة
تسوقها سَوْق ملهوفٍ ومُهتاج؟

يا ليت شعري إذا ما نفسُك انطلقتْ
وروّجتْ - في الورى - لشر مِنهاج

أو ليت شعري إذا ما قوّضَت دِعَماً
وناولت مَن يهيمُ الحِندسَ الداجي

لأن صاحبها في الغي مرتكسٌ
يظن هِمته في بُرجها العاجي

والشعرُ يبرأ من مُستشعِر خرفٍ
يُهدي تغزله إهداء محتاج

والضادُ قد برئتْ مما صدحت به
وليس بينكما لو ظِلُّ أوشاج

الشعرُ فُصحى وأوزانٌ وقافية
مثل الذي نقشت يمينُ عَجّاج

الشعرُ بحرٌ من الأخلاق ملتطمٌ
وكل بيتٍ حوى آلافَ أمواج

والشاعرُ الحق مَن فاضت قريحته
بطيّب من أصيل الفكر مِبهاج

أجارنا الله مِن عزيف مَن فسقوا
إليه نجأرُ في سُؤلٍ وإلحاج

© 2024 - موقع الشعر