عندما يذهب الكُرماء - أحمد علي سليمان

بخِلوا عليّ بمالِهم ، وتمرّدُوا
وتطاولوا جَبراً عليّ ، وأزبدوا

وتعللوا بالفقر يَدمَغ عَيشهم
وجوابُ كلٍ مستريبٌ أنكَد

والعذرُ مكذوبٌ فمَن يُصغي له
مهما تبجّح قائلوه ، وأيّدوا

اليومَ قد شحّوا عليّ بمالهم
بئسَ التعاملُ والرؤى والمَحْتِد

وأنا الذي أعطيتُ حتى لامني
أني بذلتُ الحاقدون الحُسّد

أناْ قد بنيتُ المجدَ مُرتفعَ اللوا
لأرذالٍ ، بطِروا النعيمَ ، وأفسدوا

وبذلتُ مِن مالي الكثيرَ ليهنأوا
واللهُ يشهدُ ، والخلائقُ تشهد

وصدقتُ في وُدّي ولم أكُ غادراً
وسوايَ يُبرقُ بالإخاء ، ويُرعِد

ونصحتُ أحسبُ أن غيري مُنصِتٌ
والحق أن الغيرَ صخرٌ جَلمد

واحتجتُ للأموال سُنة ربنا
أوَلم يمُرّ بذا النبيّ (محمد)؟

أوَلم تكن دِرعٌ لهُ مرهونةً
عند اليهودي الذي يتزيد؟

وطلبتُ لمّا عضني دَيْنُ الورى
فلقيتُ خذلانا يَصدّ ويَجحد

وطبيعةُ الكرماء عاجلها الردى
والعبدُ يَظهرُ إذ يموتُ السيد

فعسى مليكُ الناس يُغني عبدَهُ
كيلا تُمدّ - إلى الألى بخِلوا – يَد

© 2024 - موقع الشعر