تفريج الكربة في تبرئة هند بنت عتبة - أحمد علي سليمان

في السِلم عِشتِ عَفيفة والجاهلية
فعلامَ تخترعُ الفِرى الفِرقُ الغبية؟

لِمَ حَرّفَ التاريخَ أصحابُ الهوى
حسبَ المِزاج بلا احتياطٍ أو رويّة

لمَ زوّرَ السفهاءُ كل رواية
تصفُ الحقيقة كاليواقيتِ البهية

لم شَوّهَ الأشرافَ أعداءُ الهدى
وتعقبوا بالدسّ مُحصنة أبية

لِمَ سَربلوا (هنداً) بباطل قولهم
وهي المُهذبة المُشرّفة النقية

لم لطخوا عِرضَ الشريفة بالهُرا
وهي المُطهرة المُباركة التقية

خلعوا على العصماء أقبحْ وَصفهم
وعلى القبيلة كلها أتتِ البقية

أين الأدلة كي نصدّق إفككم؟
لن تنصرَ الإفكَ المَقيتَ العنترية

أين البراهين التي تقوى على
إقناعنا بالصدق في هذي القضية؟

وهل اختراعُكم المطاعنَ مُقنعٌ؟
إن التخرّص بالمَزاعم فوضوية

يا هندُ لا تهني ، ولا تتحسري
بثبات نفسك في الأذي أنتِ الحَرية

كابدتِ فقدَ أب وعَمٍ في الوَغى
وأخ مع الإثنين وافتْهُ المَنية

مِن يومها والمُغرضون لهم هُرا
ويُزخرفون به الأضاليلَ الغوية

وبرغم أنكِ يومَها في دِينهم
والدينُ ليس يلومُ أهل الجاهلية

قالوا: أتيتِ ببطن (حمزةَ) مُثلة
مَدفوعة بلظى القرابة والحَمِية

فشققتِها ، وأكلتِ كِبْداً نازفاً
وجَدعتِ أنفاً بعد أذْنَيّ الضحية

وصنعتِ قرطاً دامياً وقِلادة
ودفعتِ أجرة قاتل قبل الهدية

قالوا: بوحشي تحقق مأربٌ
والنفسُ بعد الغدر قانعة رضية

قالوا: أجيرٌ عندها وحشي لا
يعصي أوامرها وإن كانت ردية

والعبدُ نفذ ، واستجاب لحُرةٍ
وكأن ما قالته في حُكْم الوصية

والكِذب بادٍ في رواياتِ العِدا
هجرتْ قلوبَ المعتدين الأريحية

لمّا يكنْ (وحشي) يوماً عبدها
أو كان فرداً في العشير أو السرية

وحشي كان لدى (جُبير) عَبدَه
هذي رواية مَوقع (الدُرر السَنية)

و(جُبير) حرّضه على القتل الذي
أودى بحمزةَ في المؤامرة الدنية

وجُبيرُ أسلمَ والعُبَيدُ كلاهما
والسِلم جَبّاءٌ لِمَا في الجاهلية

يا(هندُ) أنتِ بريئة مِن زورهم
بأدلةٍ كالشمس واضحة جلية

أسلمتِ عامَ الفتح دون ترددٍ
وأدلة الإسلام مُسندة قوية

وبذلتِ في الإسلام بذلاً مخلصاً
وصدقتِ أعمالاً وأقوالاً ونِية

فعلام يصطاد المزالق مَن عمُوا؟
هل تُبصر الأعيانُ إن كانت عمية؟

أسمَوك آكلة الكُبودِ تميّزاً
مِن غيظهم ، هم يبغضون بني أمية

ورمَوكِ بالفحشاء أعتى تهمةٍ
كالسهم يَمرُق في القتال مِن الرَمِيّة

والله مُهلكهم ومُوهنُ كيدِهم
ومُجيرُ (هندٍ) منهمُ رب البرية

© 2024 - موقع الشعر