أنت قد علمتنا يا عروة - أحمد علي سليمان

لقنْ - بصبركْ في البلاء - دروسا
وأنرْ عقولاً أظلمت ، ونفوسا

وأطِلّ - مِن علياء صبرك - مخبتاً
حتى تُصَبّر قانتاً ويؤوسا

يا آية في الصبر ، ليس كمثلها
وبشارة تهدي الحبور بئيسا

يا ابن الزبير لك التحايا جَمّة
وتحيتي شعرٌ ، يَزين طروسا

مازلت أكْبِركُم - وربي - في الورى
صدقاً ، ولا ألقِي اليمين غموسا

علمتنا الصبر الجميل تفضّلاً
حتى نصدّ دغاولاً ودروسا

وضربته مثلاً ، وما خالفته
ولزومُ ما قد قلت كان نفيسا

مهما ابتليت ، فما ارعويت لمحنةٍ
كلا ، ولم تعبسْ لذاك عبوسا

لكنْ تحملتَ القوارعَ باسماً
وسِواك يندبُ حظه المتعوسا

وسعيت - نحو المَكرُمات - مُخلفاً
مَجداً يُتوِّج صِيتك المأنوسا

وركبت – للجوزاء - أسرع ناقةٍ
وغدوت - للقمر المنير - جليسا

وسيذكرُ التاريخ قصتك التي
أمسى يُرَجِّع فخرها الملموسا

وسيسردُ الكُتاب عنك مَناقباً
لا يستطيع لها الغواة طموسا

وستذكر الأجيال سيرتك التي
قطعاً تُزاحمُ داحساً وبَسوسا

وتشيدُ - بالبطل المثابر - أمة
ذاك الذي - في الصبر - فاق رؤوسا

وكأنه في عُرس أجمل غادةٍ
أضحى - لها - ذاك الهمام عَريسا

محظوظة (أسماءُ) بابن مخلص
في موكب الشهداء قاد خميسا

يا ابن المُبشّر بالجنان تحية
مِن شاعر قد خط فيك طروسا

© 2024 - موقع الشعر