لماذا لا نتحمل النقد؟ - أحمد علي سليمان

تذرُ السنا إن قلتُ: نصُك مُغدقُ
وتُزجي الأذى إن قلتُ: نصُك أخرقُ

وإن انتقادي للنصوص أسوقهُ
ليفهمني أصحابها ، ويُحققوا

وأجعلُ من نقدي سبيلاً لنصحهم
لينطلقوا نحو الرشاد ويرتقوا

وأصدقُ في قولي احتساباً ونجدة
وقليلٌ من النقاد من عاش يَصْدُق

وأبذلُ علمي بالقريض تفضلاً
ولستُ الذي في بذله يتأنق

وأزجي تجاريبي وذاخرَ دُربتي
ولستُ الذي في سردها يتفيهق

وأعطي بلا من يواقيتَ خِبرتي
كشمس على دنيا المخاليق تُشرق

وأهدي إلى أخطائه كل سائل
فيصدمني بالجهل إذ يتحذلق

وأمدحُ من قلبي أشجعُ من أتى
يريد انتصاحاً بعده الود يُورق

وآخذ بالأيدي لتدرك سعيها
وتُحسن شعراً تصطفيه وتعشق

وأمنحُ آمالاً دهى اليأسُ عزمها
لأصنع جيلاً بالمُنى يتعلق

فألقى جزائي نفرة لا تروقني
ومنها فؤادي آسفاً يتحرق

وأحزنُ في نفسي ، ويقتلني الأسى
فهل ذاك مِنهاجٌ؟ وهل ذاك منطق؟

لماذا أراكم في النقاش فطاحلاً
لكلٍّ لسانٌ في السجالات أزلق؟

أيجهلُ مجهالٌ ، ويرجو تحلمي؟
ألا إن هذا يجعلُ الروحَ تُزهق

عليكم قبولُ النقد دون تعالم
وإلا فقطعُ الوصل أولى وأليق

© 2024 - موقع الشعر