لماذا التجني على العثمانيين؟ - أحمد علي سليمان

قلدتكم مِدحتي يا آل عثمانا
يا أصدق الترك إسلاماً وإيمانا

وصغتُ مدحي قصيداً سامراً غرداً
يفيضُ جرْساً وأنغاماً وألحانا

أنتم جديرون بالأمداح ننشدُها
شعراً - على حبنا - قد بات برهانا

لمَّا أتيتُ إلى التاريخ أسأله
عنكم فقلتُ له: أريدُ تبيانا

ما شأنهم؟ ما الذي شادوه من مدن؟
أمسى البناءُ - على الإصلاح - عُنوانا

وما الذي فتحوا - في الأرض - من بلدٍ
فحرّروها أقاليماً وعُبدانا؟

وما الذي عمَروا - في البيد - من رُقع
إذ أشبعوا الدار والأصقاع عمرانا؟

وما الذي حفظوا في الدار مذ وطئوا
أرض الديار فبات القفر أوطانا؟

فقال: يا صاح خط القوم سِيرتهم
وأرخصوا - في شراء المجد - أثمانا

وما استكانوا لمَا يعوقُ ما طمِحوا
إليه ، بل أثخنوا - في الأرض - إثخانا

وأرخصوا - في سبيل الله - ما امتلكوا
وأيقنوا - بانتصار الحق - إيقانا

وفي الميادين - مِن أجنادهم - خبرٌ
إذ تابعوا الغزوَ ميداناً فميدانا

وحققوا النصر ، والأعداءُ قد شهدوا
وأحسنوا لأسارى الحرب إحسانا

وأفهموا زمرَ الكفار أن لهم
في السِلم والحرب أخلاقاً وميزانا

همُ الأساطينُ إن صالوا ، وإن سكنوا
وهم دعاة هُدىً سِراً وإعلانا

قرونهم سِتة - في الغزو - شاهدة
على جهاد دعاة الشر أزمانا

والغربُ يعرفُ - في الهيجا - بطولتهم
ورغم هذا يُعادي آل عثمانا

لهم فتوحاتُ (أوروبا) ستذكرها
مدى الحياة ، وإن هم غالطوا الآنا

لم التجني عليهم دونما سبب؟
كفاك - يا غربُ - تضليلاً وبُهتانا

إن الحقائق - رغم المكر - ما خفيتْ
ومَن يُصدّقُ أفاكاً وخوانا؟

لن يطمس الزيفُ حقاً عَز جانبه
لأن – للحق - أنصاراً وأعوانا

© 2024 - موقع الشعر