لقد حَجَّلتَ واسعاً يا حداثي - أحمد علي سليمان

أتسْطرُ - في المغالطة - المقالا
وتلقِي - في المناظرة - النِبالا؟

وتمعنُ في التمحّك والأحاجي؟
وترتجلُ المُزايدة ارتجالا؟

وتطفئ - بالزيوف - سنا التحدى؟
وتفتعل المزايدة افتعالا؟

وتطعنُ هامة الفصحى انتقاماً؟
وفوق حُماتها ترمي النِصالا؟

تقولُ بأنها هرمتْ وشاخت
وبالتشويش تشتعل اشتعالا

تعيبُ الضاد عمداً دون حق
وتخترعُ الأكاذيبَ الثِقالا

وفي التلفيق تدأبُ دون كَلِّ
ألا خاب الذي - في الغشّ - غالى

تقول: حياتها انقطعت ، وزالت
متى أدركت يا غِر الزوالا؟

متى وهنتْ معانيها ، وضاعت
لتهذيَ ، ثم تفتئتَ المقالا؟

ستبقى الضاد - رغم الكيد - ذخراً
وسوف تواصلُ الضاد النِضالا

وسوف تُلَقِن الأعداء درساً
بأن لها المناقبَ والكمالا

وأن لها المكانة لا تبارى
وأن لها الترفعَ والجَلالا

فللفصحى مَضاءٌ ، وانطلاقٌ
تمارسُه إذا اقتحمت نِزالا

ويكفي الضادَ فخراً واعتزازاً
ومجداً تستطيل به اختيالا

بأن الله أكرمها كثيراً
بها القرآنُ أنزله تعالى

بها نطقَ الأماجدُ خيرُ جيل
وواكبتِ التقدّمَ إذ توالى

وكانت للحضارة خيرَ ردءٍ
فكم فتحتْ لمُجتهدٍ مَجالا

وما ضاقت عن استيعاب علم
وما قالت: أرى هذا مُحالا

ولا علماؤها عجزوا وضاقوا
بها زرعاً ، فليسوا بالكُسالى

فخففْ يا حداثيّ التجني
ولا تُزج التعنت والضلالا

ولا تسلكْ - إلى اللهجات - درباً
فكم جلبتْ - إلى الدار - الوبالا

وهل ملأتْ حداثتكم فراغاً
على اللهجات يتكل اتكالا؟

لقد أخطأت في فتواك هذي
وما أحسنت ردَّك والسؤالا

وأولاك المُعقب بعضَ نصح
إلى الأخلاق كم شدّ الرحالا

بأشرعة سفينتها السجايا
وأمواج تقلدها الوصالا

لكيلا تغمز الفصحى بتاتاً
وتسلبها العذوبة والجمالا

وذا (حمَدٌ) له قلمٌ غيورٌ
إذا حميَ الوطيسُ رمى وجالا

ورب الناس ينصرُ مَن تزكّى
وأخلصَ ، ثمة ابتهلَ ابتهالا

© 2024 - موقع الشعر