لقد أكل الغرور قلبك يا هذا - أحمد علي سليمان

الزمْ حُدودكَ ، لا يذهبْ بك الوَهَمُ
يا من ثباتك – في التمحيص – متهمُ

تظن نفسك – في التنظير –عنترة
وأن قولك – بالإفصاح – يتسم

تظن قولك – في الأسماع - معتبراً
ومنه يأتي – لآذان الورى – الصمم

تظن ما قلت يختال البيانُ به
وإنه – لعلى العقول - يعتجم

تظن ما قلت مقطوعاً بصحته
وجُله يعتريه الضعفُ والسقم

تظن ما قلت يُشجي القومَ إن سمعوا
فيستجيبون – للتطبيق – إن فهموا

تظن ما اخترت من نص يُناسبُهم
لقد وهمت ، وقد زلتْ بك القدم

منحت ذاتك سَمتاً لا يليقُ بها
من بعد ما غرّك التخييلُ والوَهَم

وعشت - في بُحبوحةِ الأحلام - ملتهياً
عن الحقيقة - بالتغرير - تعتصم

وعشت تنسجُ آمالاً تُزخرفها
في قلبك الغيرة العمياءُ والأضم

وعشت تلبس زي الغير مُغتبطاً
يغرّك الشكلُ ، لا المضمونُ والقيم

وعشت تسرقُ مجد الآخرين ضحىً
وتدّعي المجد لمّا خارتِ الهمم

فحكّم العقل ، كن – بالرشْدِ - مُؤتزراً
ليست حقيقة ما تأتيه تنبهم

واعرفْ لنفسك قدْراً لا تجاوزهُ
إذ ليس يُخفي التدنيْ مظهرٌ سنم

هي الحقيقة – بين الناس - شاخصة
أبصارُها ، وهل المستبصرون عمُوا؟

والكل يعرفُ ما أخفيت تخدعُهم
فلا أراك – عن التدجيل - تختصم

زكّاك أستاذك الذي مقاصدُه
لمّا يَشُبْها هوىً يُعمي ولا تهم

زكّاك يُحسنُ ظناً فيك ليس سوى
ولست أهلاً لمَا الأستاذ يعتزم

زكاك يزعم أن العلم فيك سما
وكم يُؤاخذ أقوامٌ بما زعموا

زكاك لا يعلم الأهواءَ تركبُها
وليس يصرفها دينٌ ولا شِيَم

زكّاك لا يُدرك السوآى تقارفها
مجاهراً مثلما يعتادُ مُجترم

حتى اعتراك غرورٌ لا نظيرَ له
وليس يغترّ مَن بالسِلم يلتزم

بت الخطيبَ الذي تختالُ خطبته
زهواً ، ومنطقه – في الحق - منحسم

هوّنْ عليك فإن العُجْب مَنقصة
وجرحُ أخذته لا ليس يلتئم

ومَن تواضع - للرحمن - أكرمَه
برفعةٍ - رغم أنف الكل - تُحترم

إني نصحتُ ، ولم أبخلْ بموعظتي
وبالنصيحة والإعذار أختتم

© 2024 - موقع الشعر