لعل أبي يسمع - اعتاد الفتى على أن يجهر بالتأمين - أحمد علي سليمان

جهرتُ أقصدها ، كي أستميلَ أباً
حتى يُقيم من الطاعات ما وجبا

ترْكُ الصلاة مِن الإسلام يُخرجه
ولستُ أعلمُ فيما قلته رِيَبا

وكم نصحتُ ولا جدوى ظفرتُ بها
فما عليّ إذا صرّحتُ محتسبا؟

وكم وعظتُ بأقوال مُرَغبةٍ
تسبي الفؤاد ، فعاد الوعظ منتحبا

وكم بذلتُ وصايا لا حدود لها
وكل لفظٍ برفقي كان مُختضبا

فقيل: كُفَّ عن العزيف تنثرُه
بين الكِبار ، وخلّ الوعظ والخطبا

فقلتُ: هذا إلى المليك مَعذرة
أو علّني بالذي أزجي وعظتُ أبا

فقيل: أنت صغيرٌ ، لا تكنْ وقِحاً
ألست تهوى المِزاح العذبَ واللعبا؟

ألست تعشقُ ما خوّلت من تحفٍ
يُزيلُ منظرُها الأحزانَ والكُربا؟

ألست تلهو ككل الطفل مُحتفِلا ً
بما يثيرُ اندهاشَ الناس والعجبا؟

فقلت: قطعاً أحب اللهو ، أعشقه
لكنْ كذاك أحبّ العلمَ والأدبا

ودعوة الناس للإسلام تشغلني
عن كل لهو ، وإنْ قلبي له طربا

لذا علا الصوتُ بالتأمين في ملأ
وإنّ قلبي بما أحدثته اضطربا

واليوم تاب أبي عن شؤم معصيةٍ
كم خاطري مِن لظى عذابها احتربا

عليه تبْ يا مليكَ الناس أجمعِهم
واغفرْ له ربّنا كل الذي ارتكبا

© 2024 - موقع الشعر