لتكنْ طرفتك ماتعة! (عمل مقلبا في مزارع) - أحمد علي سليمان

رأيتُك بالعطا فرحاً رضيّا
فأكثرْ من عطائك يا بُنيا

ولا تكُ في مزاحك ذا افتراءٍ
فإن الله يُخزي المفتريا

مررنا بالفقير ، وقد تولى
ليكسب ما يكون به غنيا

وخلف نعله – في الظل - طوعاً
إلى عَوْدٍ يكون به حفيا

فكسبُ المال أصعبُ ما يعاني
ورغم مَشقةٍ يحيا رضيا

يُوَطن نفسه فرحاً فخوراً
قنوعَ النفس منشرحاً تقيا

فهذي قِسمة المولى تعالى
أيظلم ربنا الرحمن شيا؟

وأنت تريد إخفاءً لنعل
ألا إني أكَذب مسمعيا

وهل في وُسع ذلك أن يُقاسي
عناء البحث؟ رُدّ السؤلَ هيا

ألا املأ نعله مالاً ، وراقبْ
رأيتُ الرأي هذا عبقريا

وعند الله فاحتسب العطايا
وعشْ لله – يا ولدي - وليا

يحب الله من يُعطي ويُقري
فلا تُمسكْ عن الجُلى مليا

وجاء العامل المسكينُ فرداً
وما كَذبتُ قطعاً مُقلتيا

وكنتُ سمعتُ حمد الله منه
بشوشَ الوجه مبتهجَ المُحيا

أراك ظفرت بالأجر احتساباً
وكنت بما تجود به سخيا

وقاك الله شر الفقر ، فابذلْ
وعشْ لوصيتي المُثلى وفيا

© 2024 - موقع الشعر