أوفوا بالعقود! (عمل في مال أبيه دون عقد) - أحمد علي سليمان

البيعُ والدكانُ والمُبتاعُ
مِلك - لكل الوارثين - مشاعُ

والربحُ آل إلى الجميع بقضّه
وقضيضه! والخمسُ والأرباع

وتجارة دَمُها تفرّق في المَلا
والكل - في تقسيمها - أشياع

وشِراكة تبكي العقودَ نصوصُها
لم تحم حقاً غاله الطمّاع

وجهود مَن أعطى ، وبالغ في العطا
وغدا يحوز ثمارَها الأشياع

والوارثون بلا اجتهادٍ أمّلوا
إرثاً به تتحسنُ الأوضاع

قبلوه يُمنحُ دون أي تحَرّج
وكأنهم - في نهبه - الإقطاع

ما سر هذا المال يُسلبُ جَهرة
حتى تهيجَ بسلبه الأوجاع؟

أين العقودُ تصونُ حق مُضيّع
أسرارُه - بين الجُناة - تذاع؟

أين العقود نصوصُها وبنودُها
وشهودُها كيلا يكون خِداع؟

أين العقودُ اللهُ عظّمَ شأنها
وعلى الوفاء بنصها إجماع؟

أين العقودُ الآيُ تأمرنا بها
كيلا يزمجر - في القلوب - نزاع؟

أين العقودُ لتُخرصَ القومَ الألى
كم أهدروا مِن ثورةٍ وأضاعوا؟

أين العقودُ لها دويّ حقيقةٍ
يُصغي لها مُستبصرٌ رجّاع؟

يا قوميْ مُذ هُجرتْ أوامرُ ديننا
وحياتنا أضحوكة وصِراع

لا شيء مثلَ الشرع يُصلحُ شأننا
وبه يُعَز الناسُ والأصقاع

© 2024 - موقع الشعر