لا تبكِ يا مَن كنت شقيقي - أحمد علي سليمان

الدمعُ يُزْكِي الجوى ، والكربُ يشتدُ
والحزنُ في القلب رغم الأنف يمتدُ

والوجدُ يذبحُ إحساسي وعاطفتي
وطال ليلُ الأسى ، فما له حد

والنفس في لجة الأوهام جاثمة
وسهمُ حسرتها – للقلب - يرتد

غدرُ الشفيق دياجيرٌ تسربلني
وكلما لمته عليّ يحتد

وكم عتبتُ فلم يُنصتْ لنائبتي
وبيننا - من لظى شقاقنا - سد

لأنه غاصب حقي ، وقاطعني
وإن طلبتُ فما لخاطري رد

لذا مددتُ يدي لمَن يناولها
حق المساكين والتقوى هي القصد

عففتُ إذ رتع الشقيق مغتبطاً
في حُر مالي ، وقد أحاطه السعد

ولم يُراع إخاءً كان يجمعُنا
لمّا يمر على وفاته عَقد

أواه من طمع أضحى يُهددنا
وكيدُه اليومَ - بين الأهل - يشتد

لا تبكِ ، أنت الذي قد بعت خلتنا
وخنت عهد الإخا حتى ثوى العهد

مازلت تسرق حقاً كان يمنعنا
سؤال مَن - بسراب المال - يعتد

وما شبعت من الحرام تحصده
وسوف يُدخلك النيران ذا الحصد

فتب إلى الله من أكل الحقوق كفى
عسى ذنوبك يا مَغرورُ تنهد

© 2024 - موقع الشعر