صدقت وأنت الكذوب! (قيصر ومعاوية) - أحمد علي سليمان

صدقتَ فيما ترى ، والقولُ مَوزونُ
وكم يُساق لمن يُصيبُ تدشينُ

وكنت أرسلت للأفذاذ أسئلة
تفجّرتْ - في مهاويها - الأفانين

أتحسب الصِيد - يا دهقانُ - ما عملوا؟
وآية (اقرأ) أتى بدءًا بها الدين

واليوم تسأل عن علم معاوية
وباعُه - في الهُدى - والعلم ميمون

أبو يزيدٍ له في الفقة مدرسة
ونجمُه - بأصول العلم - مقرون

وحَبْرُ أمتنا مَن ذا يُضارعه؟
إذ فقهه - بمَعين الذكر - موزون

أعنى (ابن عباسَ) والقرآنُ منهجُه
به يذودُ ، كما ذاد الميامين

يا قيصرَ الروم ، فاعلمْها مُدوية
مقالة تُجتنى- منها - المضامين

لا تختبرْ قِمماً – بالعلم - كم شمختْ
وعِلمها اليوم مأواهُ الدواوين

تعلموا مِن رسول الله ما جهلوا
والعلمُ بالعمل المقبول مرهون

إن الصحابة حازوا العِلم أجمعَه
لذاك إن سئلوا همُ الأساطين

وفي البلاغ عن المولى جهابذة
فالقولُ فصلٌ ، وللآيات تبيين

وكم بلادٍ - لهذا الدين - قد فتحوا
وبعدُ دانت بما دانوا الملايين

وفي المعامع ما زلوا ، وما ضعفوا
ولم يٌبالوا بما حاز الفراعين

وما استكانوا لأعداءٍ – بهم - مكروا
ماذا سيفعل كفارٌ ملاعين؟

وما استجابوا لمَا سنوا وما شرطوا
من الشروط تغشتها الأظانين

لأنهم بالذي تعلموا عملوا
وفي تراجمهم دلت مضامين

للسلم نصٌ يُجلي كل غاشيةٍ
وللحروب إذا شبّتْ موازيين

يا قيصرَ الروم فاقرأ عن عباقرةٍ
كيلا يخونك في التقدير تخمين

صدقت إن كِلت أمداحاً توقرهم
برغم أنك كذابٌ ومأفون

إذ كيف قلت بتثليثٍ وصاحبةٍ؟
جلّ المليكُ ، وعُقبى المُشرك الهون

لم يتخذ ربنا الرحمنُ من ولدٍ
كما يقول الطواغيتُ المجانين

© 2024 - موقع الشعر