كنتَ وأصبحت - أحمد علي سليمان

سِراجُ الشبيبة فيكَ انطفى
وودعتِ النفسُ عطرَ الصفا

وجرّ البلاءُ عليكَ الشقا
فما عُدتَ تعرفُ غيرَ الجفا

ورجّ طموحَك فرط الجوى
وما في تدني الإبا من خفا

وعشتَ وحيداً بلا صاحب
أليس - لدى الصحب - أي وفا؟

وأين الجمائلُ أسديتها؟
لماذا صداها اللطيف عفا؟

وأين رعيلُ الرفاق مضى؟
وأين التزاور؟ أين اختفى؟

لقد كنت حِباً سَخيّ الإخا
وإما رآك الفريقُ احتفى

لماذا قلوْك وأنت بهم
تعيد لنا شِرعة المصطفى؟

هل العيبُ فيهم؟ أم العيبُ في
تخيّر من عقله قد غفا؟

رويدكَ ، لا تبتئسْ ، واصطبرْ
وحاذرْ من القلب أن يُجرَفا

وأمّلْ خلاصاً تنلْ بعضه
على اليأس لا تكُ مُستشرفا

وخل التشاؤم ، كن واثقاً
بنصر المليك لقلب صفا

قد اكتفتِ النفس من حُزنها
فهلا فؤادك منه اكتفى؟

وودعْ مقالة: كنتُ كذا
ففيها ذكرت العزا وكفى

وقابلْ مَشيبَك مسترشداً
فرُشدُك – في الشيب – نعم الشفا

© 2024 - موقع الشعر