كن كما أنت! (الشيخ الصابوني) - أحمد علي سليمان

خادمَ الوحيين والعلم الرصينْ
ونصيرَ الحق في دنيا الفتونْ

ومحبَ الحق غضاً يانعاً
بالدليل العبقريّ المستبين

لا أزكيكَ على الله الذي
منح العلم ، وحلّى باليقين

حسبكَ الله عزيزاً ناصراً
ينصر الحق ، ويُخزي من يخون

لستَ في الدرب وحيداً ناله
قاصرُ التفكير ذو الرأي الأفين

إنه يا سيّدي حقدُ العِدا
ينفث التشكيك حيناً بعد حين

فاثبتِ اليومَ ، وخيِّبْ سعيهم
وانأ عن جمْع له كيدٌ خؤون

كن كما أنت ، ولا تعبأ بهم
إن هذا الجمع بالسُوآى رهين

وأراك اليوم مشغولاً بهم
تدفعُ الشبهة بالعلم المبين

وجدالُ الجهل يُزري بالهُدى
ويهد الصرح والحصن الحصين

خادمَ الوحيين لا تنزل إلى
مستوى الطغمة والفكر المَهين

أنت يا أستاذنا علّمتنا
أن أهل الحق حتماً يُفتنون

واقرأ التاريخ تدركْ رؤيتي
إنما المحنة دأب المؤمنين

والبلاءاتُ تزكّي أهلها
سُنة الديان رب العالمين

فاحتملْ تضليل أرباب الهوى
أنت يا نبراسنا فوق الظنون

كم قرأنا لك علماً نافعاً
وتتلمذنا ، وأغرانا الحنين

نحن أحببناك حباً يقتضي
دفعَ ما يؤذيك من ظلم وهُون

لك - في الأرض - قبولٌ واضحٌ
ليس يؤتاه سوى الفذ الأمين

صاح ألفْ ، وانفع الناس بما
تعلمُ اليوم من الفقه الثمين

رب ثبتْنا ، وصُن أستاذنا
مَن تحدَّي العِير ، مِن ريب المَنون

© 2024 - موقع الشعر