كما تدين تدان - أحمد علي سليمان

خففي الشكوى ، وكوني منصفة
أنقذينا من سياط العجرفة

واكظمي الغيظ ، ولا تستكثري
من أراجيف التجني المُقرفة

وامحقي غلكِ ، واجتثي اللظى
واهدئي نفساً ، وكُفي السفسفة

واطرحي التزييف ، هذا واجبٌ
ودعينا من ظنون مُرجفة

واعدلي في القول والفعل معاً
كم بلايا ناورت فيها الشفة

أمّ هذا الزوج أهدتك الفتى
بعد مشوار الظروف المؤسفة

فاذكري الفضل لها ، لا تجحدي
لا تكوني في التعدّي مسرفة

وقريها في البرايا ، واعلمي
أن إنصاف الورى نعم الصفة

سيدور الكأس يوماً ، فافطني
والتجاريبُ تزيد المعرفة

إنه الدينُ ، فهل من عبرةٍ
تقشع الزيف ، وتُرْدي الزخرفة؟

ذات يوم ستذوقين الذي
تفترين اليوم من ذي الفلسفة

فازرعي اليومَ المعالي والصفا
واصدُقي حتى تكوني منصفة

إن هذي الأم أعطتْ ، واكتوتْ
بعذابات العقوق المُجحفة

فارحميها تكسبي مرضاتها
لا يغرنْكِ التجني والسَفه

والأراجيفُ وهت أسبابُها
إنها - والله - ليست مُسعفة

راجعي نفسك كيلا تندمي
واحذري صحبة زوج مترفة

ربما جاءتكِ منها فكرة
أودعت قلبك حب الغطرفة

فاقبلي نصحي ، ولا تستكبري
كيف خانتكِ رؤاكِ المرهفة؟

كيف تأتي الكيدَ مَن تهوى العُلا؟
ديننا التوحيدُ قبل الملحفة

إن ثوى الجوهر فالشكل هوى
كيف تُغنِي عن لباب أغلفة؟

صدقيني ، وافقهي ما قلته
لا تسيري في الدروب المُتلفة

أكرمي أم الحليل حِسبة
وافتحي قلبك قبل المضيفة

وابذلي الخير تكوني أهله
وافرشي التحنان قبل الأرغفة

وأريحيها علي ما تشتهي
وإذا ما نمتِ فوق الأرصفة

وإذا ما أشهرت كفّ الأذى
أو أشاحت - تارة - بالمجرفة

فاحلمي حتى تنالي برّها
إنما الحِلمُ نِجادٌ مشرفة

© 2024 - موقع الشعر