قوافل الدموع - أحمد علي سليمان

الدمع يعصف بالقلوبْ
والحزن يجتاح الدروبْ

والعبد يرفل في الرخا
والحُر تصفعه الخطوب

وابن الأراذل سيدٌ
وابن الأماجد في الكروب

ودموع عيني جمّة
أجرتْ قوافلها الذنوب

أبكي على ما نحن في
ه مِن الكوارث ، والحروب

أبكي على الأطفال تُذ
بح ، والدماءُ لها وجيب

والأمهاتُ تعبئ الأن
اتِ ، والبلوى نصيب

والأختُ يُهتك عرضُها
في كل صُقع مستريب

والكهلُ يندم أنهُ
في الناس أدركه المَشيب

والدارُ يعصرها اللظى
فتودّع الأمل الرطيب

والراية الخجلى تحجّ
ر لونها ، عبر الندوب

والمجدُ ينتحر احتسا
باً في تلافيف الغيوب

وعقيدة كانت تل
مّ الشمل من عهدٍ قريب

وشريعة كانت تؤل
ف بين أجناس الشعوب

أبكي على الآهات تش
وي عزمنا ، ولنا نحيب

أبكي على الأحبار با
عوا دينهم ، فطغى اللهيب

وقوافل الدمع الكئي
بة تحرق القلب العطيب

وتعذب الحِبر المس
جى في يراعات الأديب

وتعرقل الشوق المع
ذب في دياجير القلوب

يا قلب جَفّ الدفع فاد
عُ الله علامَ الغيوب

أن يرفع الله البلا
ويُجرّع الكفر الزنوب

ويعيد للحق اللوا
فهْو المُهيمن والمُجيب

ويرد شأن كتابهِ
ويُقيل مزلقنا الجديب

حتى تجفَّ دموعُنا
وتُتوّج الهَديَ الشعوب

© 2024 - موقع الشعر