في سماء الهداية! (تحية لشمس) - أحمد علي سليمان

نوحِي أيا دنيا على أفعالنا
جُرّي حبال اليأس من أنقاضنا

أو دثري في الثوب أجساد البلى
والثوب لو تدرين من أعرابنا

إني أرانا للورا نعدو ، وما
من ناصح يُبدي لنا أخطاءنا

بل كلنا سرنا نحاكي الغرب ما
من عودة يوماً إلى إسلامنا

يا قومي ما هذي المهاوي والردى؟
ما عندنا يغري بنا أعداءنا

إني على جمر أعاني صارخاً
داري تبدت لي سراباً آسنا

إني أرانا في انحدار جارف
وأرى التقدم قد غزا جيراننا

بالله خبرني أخي هل قد فقد
نا دربنا؟ أم يا ترى عنواننا؟

ماذا جرى؟ هذا فسادٌ بائنٌ
فسقٌ وجوْرٌ ، دُمرتْ أخلاقنا

ماذا جرى؟ هذي رزايا جمة
ورماح عُهر بددتْ أفراحنا

ضاعت خطانا في متاهات الجوى
زادت على البلوى مهاوي دائنا

يا لائمي إني أخو حق ، فلا
يزعجْك أني ناقدٌ آراءنا

يا عاذلي إني أخ في الله ، لا
أرجو مناخاً مستريباً آسنا

لكنني قد هالني منهاجنا
نار تلظى في دجى أعمارنا

إني الأبي الثائر المقدام قد
جارت على آماله أهواؤنا

لكنما هزل التحلل والخنا
أودى بدار كم حوت أعرابنا

والساقطون على الدروب كما الثرى
من خبثهن أتين عن أيماننا

هل بائعات العِرض من فتياتنا؟
والرقص هل والعهر من أخلاقنا؟

أين العوابدُ - في الديار - كما السنا
من داعراتٍ جُبن في أمصارنا؟

بل أين من يبكين تمزيق الهدى
من عاهراتٍ عشن في تلفازنا؟

أين التي كانت تقول: تواريا
من بائعاتِ العِرض في أيامنا؟

أين الحَيا؟ أين الحِجا؟ والعاريا
تُ مع العُراة زهت بهم شطآننا

والماء ماء البحر يهمس قائلاً
كفوا مجوناً وانسلاخاً طاعنا

والبعل فيهم باردٌ لم يدّكرْ
إذ لا يُعدّ – اليوم – من أفذاذنا

تيس المخازي ، كف عن هذا الخنا
إن ترج فوزاً كف عن إيذائنا

يا أيها التلفاز حطمت الدنا
وأضعت في دنيا الورى منوالنا

مأوى المخازي والخنا في دارنا
وحضيض من يهوى الضلال الكامنا

يا شمس خيرٌ ما صنعت وربنا
وتقبّل المولى رجوعا زائنا

أبداً هُديتِ إلى السعادة والعلا
وسموتِ إذ رمت الرشاد الآمنا

يا فرح شمس أسلمتْ في عزة
نالت بذلك في الورى إعجابنا

هيا اغفروا زلاتها يا قومنا
وتعقبوا التلفاز ثم السادنا

يا شمس لا تستصرخي أخلاقهم
فكبيرُهم أمسى عتياً شاطنا

فالصبر فيضٌ ، والسبيل طويلة
ليس العديم الصبر من إخواننا

شمساه ليس النور يُمحى بالدجى
إخراج ما أسررت من غاياتنا

ليت الورى كل الورى أن يعلموا
ما قد حسرت الآن عن أقلامنا

أرسلت أرجو تأذنين فلم أجد
منك الحماس المستهام الساخنا

هم يعلنون الأخذ منك ، ولم يض
رك بأسهم ، بل بات حقداً ساكنا

وترعرع الإيمان يا شمس الهدى
يا نور شمس نورت أرحابنا

وتفور في قلبي شآبيب الوفا
إذ إن شمساً عطرت أشعارنا

© 2024 - موقع الشعر