إشارة أبلغ من الكلام - نصح لأبيه يريد له الهداية - أحمد علي سليمان

أصمُ أبكمُ ، لا سمعٌ ولا كلِمُ
ولمْ يَعُقْ صَممٌ نصحي ، ولا بَكَمُ

أحبُ - للناس - كل الخير مُحتسباً
والحب يسلبُ ألبابَ الذين عَمُوا

ولا أقنّطُ عاصيَهم ومُذنبهم
إن القنوط به تستجلبُ النقم

وأنصحُ الكل في سر ، وفي علن
وبالذي أنصحُ الآنامَ ألتزم

وأحملُ الكتبَ التي تكلمُهم
وعِلمها - رغم أنف الكل - يُحترم

وقد أشيرُ إلى الآيات ، أجعلها
مَحجة أسّها الأخلاقُ والقِيَم

ويفتحُ الله بيني دائماً أبداً
وبين مَن جهلوا البيانَ ، أو عملوا

حتى وجدتُ أبي - في الغي - منجدلاً
فهالني حاله ، وكِدتُ أنهزم

وكم وعظتُ ، ولا جدوى لموعظتي
كأنما بأبي - في سمعه – صمم

فقلتُ: أحرجُه بآيةٍ نزلتْ
حتى تفارقه الأهواءُ والجُرُم

حتى يتوب عن الذنوب تحرمُه
رضا الإله ، فخاب الذنبُ واللمم

وآيتي تثبت الولاء ، تصقلهّ
إني - بأي كتاب الله - أعتصم

أشرتُ أحمله على قراءتها
فلم يجادلْ ، وفاض الدمعُ والندم

في موقفٍ لم يكن سوى مناورةٍ
بها تمرقتِ الأوزارُ والإزم

والنورُ عمّ أبي في كل عيشته
من بعدما انقشع السرابُ والظلم

يا رب ثبّتْ - على الإيمان - قلب أبي
أنت القدير على ما قلتُ يا حكم

© 2024 - موقع الشعر