فليُكرمْ ضيفه! (أم عمرو) - أحمد علي سليمان

أعملتِ سيفَ النصر والإفحامِ
في نحر نذل ظالم الإجرامِ

ووأدتِ فتنة جاحدٍ مُتطاول
يَختالُ في منظومة الأوهام

لفظ الحياءَ ، فقال شر مقالةٍ
وإذا الشتائمُ توّجتْ بسهام

وغذا التجني - في الكلام - جهالة
والجهلُ - في الأقوال - شرّ كلام

وغدا التخرّصُ والجفاءُ تشفياً
فيمن يدافعُ تارة ويُحامي

وإذا الرعونة تجتني ما بيننا
مِن عِشرةٍ وقرابةٍ ووئام

وإذا التحاملُ دون أي مُبرِّر
وإذا السبابُ بلفظه الهدام

وإذا التعنتُ لا تسلْ عن وصفه
لنبوء - مِن بلوائه - بخِصام

وأمام أهل لم يَدينوا فعله
إذ قام بالتنكيل شرّ قيام

وكأنها - للعين - تمثيلية
أو أنها فيلمٌ مِن الأفلام

وأتى بكِ الجُعرُ الذي طبقاته
شذتْ ، فما اتسقتْ بأي مَقام

وهتفتِ: كيف يُسبُ ضيفي جهرة
وتصيبه ألفاظ الاستذمام؟

ضيفي الذي أحببتُ دون تردّدٍ
أحببته في الله والإسلام

أخرجْ مِن البيت الذي لم تحترمْ
أصحابه ، لا تفتكرْ بمُقام

أنا ما استضفتك كي تقول مَعيبة
وعليّ مَن يُلقي بأي مَلام؟

ها قد أسأتُ ، وللإساءة وقعُها
في عِرض قوم طيبيين كِرام

واحملْ أباك ومِن تعولُ ، وخلنا
حتى تُجنبنا الشجارَ الدامي

فمضى ، وخلفنا نداعبُ فرْحنا
بمودةٍ مِن عاطر الأنغام

ولنا اعتذرتِ بنبرةٍ مُلتاعةٍ
مُزجتْ بطيفِ الحُزن والإيلام

ونصرتِ ضيفكِ عندما عصفتْ به
أقوالُ فظٍ حاقدٍ شتام

وخصصتِنا بالجود يُتحفُ زائراً
وأقمتِ حق الضيف خيرَ قيام

هو موقفٌ لكِ لا يُبارى مُطلقاً
جعل العِدا في حَمأة الإفحام

لكِ - مِن فؤادي - البشْرُ جمّاً وافراً
وسلمتِ يا فضلى مدى الأيام

وحَماكِ ربكِ مِن تطاول ساقطٍ
يلقى له دعماً مِن الأقوام

© 2024 - موقع الشعر