فلعلك باخع نفسك - أحمد علي سليمان

كيف تطوي إباءك الضراءُ؟
يا أبياً أودى به الأدعياءُ؟

كنتَ أحسنتَ بالمناكيد ظناً
فإذا هم مصائبٌ وبلاء

وبنيتَ اليقينَ - فيهم - سراباً
فتهاوى بما ظننتَ البناء

كيف ترجو من الغفاة رشاداً؟
صاح إن الأوباش فعلاً غثاء

لا يلامُ الأنذالُ ، أنت ملومٌ
فتحمّل صرعى إليك أساؤوا

وتسلح بالصبر إن رُمت نُصحاً
يعشق الصبرَ في الأذى الحكماء

وتجلدْ في المُعضلاتِ ، وأكثرْ
من دعاء الرحمن ، نعم العزاء

أنت أولى بكل سمتٍ جميل
فاحتمل ، لا يلعبْ بك السفهاء

دعك منهم ومن فعالٍ أتوْها
كن أبياً ، لا يُثنك اللؤماء

خفف اللوم ، آهةُ القلب ثُكلى
والعتابُ يختال فيه الشقاء

باخعٌ أنت النفسَ قهراً وحزناً
وتُدمِّي فؤادك الشحناء

كجوادٍ مُكبلٍ بقيودٍ
تتمنى نضاله الهيجاء

فاعقل الدرس واستمع نُصح شعري
والقريضُ يعنو له الشعراء

رٌب شعرٍ منه النصيحة فاحتْ
فتفطنْ لِمَا أتى الأعداء

© 2024 - موقع الشعر