فسجّرتُه في التنور! (كعب بن مالك) - أحمد علي سليمان

ألا يا يراعي حيِّ شهماً مُعظماً
لقد كان (كعبٌ) – بالمُلمّات - مفعما

ومِن أين كانت قصة وحقيقة؟
لقد ثبّت المولى فؤاداً مضرماً

تخلف (كعبٌ) عن (تبوك) ، وظنها
ستمضي إذن ، والوحيُ لن يتكلما

لقد بات - من آلامه - (كعب) باكياً
وهل دمع عين المرء يرجع مغنما؟

وخمسون يوماً والخطوب تهدّه
ومكتوبُ طاغوت: تقدّم مكرما

سنعطيك ما ترضى به ، بل يفوقه
ومن فوقهِ حورية كي تُنعما

وإني علمت الخطب أكبر يا فتى
قلاك الذي ما ردّ عنك التألما

فيا كعبُ والأيام تجري سقيمة
فأقدمْ إلينا ، لن تكون المُلوّما

أنا فاتح كل الديار لفارس
أواسي - بما طالت يدايَ - المُغرّما

أنا نصرُ مظلوم يُعاني جراحه
فلا تفتكرْ في الأمر ، لن تتألما

فعادت لكعب نفسه بعدما انتهى
وفي النار ألقى ما تلا متبسما

وقد قال: هذا من بلائي وفتنتي
وقد كان يدري أن في الغيم أرقما

فيا أيها التنور حرّقْ ، ولا تسل
وإلا حُرقنا - في القيامة - خوّما

وسلعة ربي لا تنال بهيّن
وليست تحب القوم - في الخذل - نوماً

ألا كلنا كعبٌ ، وبعدُ فتوبة
وما بالتروي سوف نُعطَى التكرما

فعن غزوة كان التدني ومذنبٌ
فما بالنا بالدين كُلاً ، ومَعلما؟

فيا رب تبْ دوماً علينا ، فإننا
ضعافٌ ، ولا ندري الطريق المُقوَّما

© 2024 - موقع الشعر