فأين تذهبون مستقبلاً؟ - أحمد علي سليمان

إن هذا الوضع فوق احتمالي
والظنونُ الهُوجُ تُزري بحالي

والبلايا تستخفّ بعزمي
وي كأني والردى في اقتتال

أيها الأولاد ، فلتعذروني
رب حال صغته في مقالي

والأمور في تدن وفوضى
جد لم تخطر على أي بال

لم نعش - من قبلُ - ظرفاً كهذا
كيف أمسى الخير صعب المنال؟

كيف غشّى السوءُ أصقاعَ قومي
فاستساغ القوم سوء الفعال؟

قِيم الإسلام عنا تولتْ
فاقترفنا سيئاتِ الخِصال

وارتضينا الشر نهجاً وسَمتاً
واتبعنا مَن دَعا للضلال

أمة التلمود جارت علينا
لم نقاومْ ظلمها بالنضال

بل رضخنا للأعادي اختياراً
لم نطِعْ رباً شديد المِحال

لم نجاهدْ من غزونا جهاراً
ثم ساروا بيننا باحتيال

إن هذا الوضع أزرى بقومي
واعتراهم منه كل الوبال

أيها الأبناء أخشى عليكم
أخذة السوآى وذل السؤال

إنه مستقبل لا يُسَلي
فيه فوضى ضبطها كالخيال

فيه من ظلم الطواغيت قسط
والبرايا في لظى الاقتتال

يسرقُ الطاغوتُ قوت الرعايا
ليس يُحري واحدٌ من مقال

يقبلون الضيم عيشاً ، وإلا
كابدوا في العيش وهجَ القتال

ليت شعري إن هذا كثيرٌ
كيف يحيا مُحْبطاً ذو العِيال؟

رب سلمْ من مصير بئيس
وارحم الأولاد يا ذا الجَلال

رب أنت المستعانُ ، أغثنا
وانتشلنا من قبيح الضلال

© 2024 - موقع الشعر