فأما اليتيم فلا تقهر - أحمد علي سليمان

على قدر أهل الخير تأتي المكارمُ
وتنمو إذا فاح العطاءُ البراعمُ

ويحيا سعيداً من مات عنه والدٌ
إذا حاطه - عند المصاب - الأكارم

يُعيرونه عطف الأبوة حانياً
وهذا العطا لا تشتريه الدراهم

هو اليُتمُ يُزجي للمساكين بأسه
فيَلحقهم منه الردى والهزائم

فجَفِفْ بكف الجود شكوى يتيمة
فإن السجايا تصطفيها العزائم

وكافل أيتام أراد مثوبة
وكم رويت - بالصالحين – المَراحم

وعشرين عاماً بالعطاء تزينت
وبالصِّيد - بين الناس - تسمو العظائم

يريدون رضوان المليك وجنة
ويُشفق من يحتاط ، والدمعُ ساجم

يخاف رياءً يمنع البذل أجره
وتؤذيه - بين العالمين - المظالم

يريد اصطحاب المصطفي يوم بعثهِ
فهذا بما في جنة الخُلد عالم

فلم يقهر الأيتام ، بل كان راحماً
وبالرحمة المُثلى يسودُ الأوادم

هو الرفق في الدنيا يفوحُ نضارة
وكل جميل لا محالة غانم

وأجر اليتامى - في القيامة - نافع
وهذي وصايا الله حقاً دعائم

تحبِّذ إكرام اليتامى وحبهم
وأناتُ أيتام الكرام قواصم

وأبئسْ بأقوام شقيٌّ يتيمُهم
وأمواله - بين اللئام - غنائم

وأنعمْ بأقوام سعيدٌ يتيمُهم
وأمواله - بين التقاة - كرائم

© 2024 - موقع الشعر