خَيالٌ سَرى وَالنَجمُ في القُربِ راسِخُ - صفي الدين الحلي

خَيالٌ سَرى وَالنَجمُ في القُربِ راسِخُ
أَلَمَّ وَمِن دونِ الحَبيبِ فَراسِخُ

خَطاءٌ كَماءِ البيدِ يَجري وَبَينَنا
هِضابُ الفَيافي وَالجِبالُ الشَوامِخُ

خَفِيَّ الخُطى وافى لِيَنظُرَ هَل غَفَت
عُيوني وَهَل جَفَّت جُفوني النَواضِخُ

خَفِ اللَهَ يا طَيفَ الخَيالِ فَإِنَّها
بِماءِ حَياتي لا بِدَمعي فَواضِخُ

خَطَرتَ إِلى مَيتِ الغَرامِ مُكَلِّماً
لَهُ بَعدَما ناحَت عَليهِ الصَوارِخُ

خَطيبٌ فَهَل عيسى بنُ مَريَمَ جاءَهُ
لِيُنطِقَهُ أَم أَنتَ في الصورِ نافِخُ

خُضِ اللَيلَ وَاِقصِد مَن أُحِبَّ وَقُل لَهُ
سَأَكتُمُ ما بي وَهوَ في القَلبِ راسِخُ

خَشَيتُ اِنفِساخَ العَهدِ عَنّي وَإِنَّني
لِعَهدِكَ لا وَاللَهِ ما أَنا فاسِخُ

خَرَجتُ مِنَ الدُنيا بِوُدِّكَ قانِعاً
وَأَنتَ لِأَضدادي بِوَصلِكَ راضِخُ

خَسِرتَ وَلَم تَعلَم بِأَنَّ عَزائِمي
لِأَشباحِ هَمّي بِالسُرورِ نَواسِخُ

خِيامي عَلى هامِ السِماكِ عَلِيَّةٌ
وَقَدري عَلى مَتنِ المَجَرَّةِ شامِخُ

خَلا المَلِكُ المَنصورُ لي فَأَحَلَّني
مَحَلّاً لَهُ تَعنو الجِبالُ البَواذِخُ

خَطَت بي إِلَيهِ هِمَّتي فَوَرَدتُهُ
فَلا السَعيُ مَذمومٌ وَلا السورُ شامِخُ

خَلَعتُ نِعالَ الشَكِّ في قُدسِ رَبعِهِ
فَمِن تُربِهِ كَفّي لِخَدِّيَّ لاطِخُ

خَلُصتُ مِنَ الأَهوالِ لَمّا لَقيتُهُ
فَبِتُّ مَنيعاً وَالخُطوبُ شَوائِخُ

خَشيتُ عَلى الآراكِ سَطوَةَ بَأسِهِ
وَأَطوادُ رَضوى دونَها وَالشَمارِخُ

خَليفَةُ عَصرٍ لَيسَ يُنسَخُ جودُه
وَيَغتاظُ مِنهُ مالُهُ المُتَناسِخُ

خَصيبٌ إِذا ما الأَرضُ صَوَّحَ نَبتُها
حَليمٌ إِذا أَخفى المَلومَ الرَواسِخُ

خَلائِقُهُ بيضٌ إِذا هَمَّ قاصِدٌ
وَأَسيافُهُ حُمرٌ إِذا هَمَّ صارِخُ

خِصالٌ حَواها مِن أَبيهِ وَجَدِّهِ
وَأَكسَبَهُ أَسيافُهُ وَالمَشايِخُ

خَزائِنُهُ مَبذولَةٌ وَأَكُفُّهُ
بِحارُ النَدى ما بَينَهُنَّ بَرازِخُ

خِطابُكَ نَجمُ الدينِ خَطبٌ عَلى العِدى
فَكَيفَ إِذا سُلَّت ظُباكَ النَواضِخُ

خَشُنتَ عَلى الأَعداءِ في الحَربِ مَلمَساً
وَغُصنُكَ غَضٌّ في الشَبيبَةِ شارِخُ

خُلِقتَ رِضى العَليا وَوَجهُكَ واضِحٌ
وَجودُكَ سَحّاحٌ وَمَجدُكَ باذِخُ

خَبيرٌ بِأَمرِ المُلكِ عَدلُكَ باسِطٌ
وَعِلمُكَ فَيّاضٌ وَحِلمُكَ راسِخُ

خَفَضتَ اللُهى كَي تَرفَعَ الذُلَّ بِالنَدى
فَأَنتَ لِآلِ الجودِ بِالجودِ ناسِخُ

خُصِصتَ بِقَلبٍ في الشَدائِدِ جامِدٍ
فَزانَكَ كَفٌّ بِالمَكارِمِ ناصِخُ

خُذِ المَدحَ مِنّي وَاِبقَ لِلحَمدِ سالِماً
هَنيئاً لِذِكرٍ عَرفُهُ بِكَ فائِخُ

خَليٌّ يَصوغُ المَدحَ فيكَ قَلائِداً
وَيُنشِدُهُ راوٍ وَيَكتُبُ ناسِخُ

© 2024 - موقع الشعر